السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جديده ملاك الاسد بقلم إسراء الزغبي

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


حاجة عن اللى هيحصل ..... أنا هفهمها بنفسى
خرج دون انتظار الرد
الجد بحزن سامحنى يا أسد بس كان لازم أعمل كدة ..... إنت وملاك مختلفين عن بعض ..... هى متقدرش تستحمل عنفك ومرضك أبدا ..... 
لو استمريت معاها أكيد هتتسبب فى قټلها فى يوم
خارج الغرفة 
وقف أمام الحشد المتجمع على صوته العالى
أسد بصړاخ كل واحد على شغله

لحظة واحدة وكان المكان خال إلا من عائلته
شريف بمواساة إحنا سمعنا كل حاجة ...... صدقنى جدك عايز مصلحتك
سامر أيوة يا أسد.... شريف عنده حق
أسد بصرامة اللى سمعتوه يتنسى ..... ولا كإن فى حاجة ..... ملاكى لو عرفت حاجة عن الموضوع مش هرحم حد .... فاهمين
هزا رأسهما بالموافقة ..... فمن هما ليعترضا أمام الأسد
توالت الأيام وتغير الكثير
وهو مقيم فى المشفى فقد أمر بإحضار سرير كبير له ولملاكه بعد خروجها من غرفة العناية المركزة
بالطبع لم ينسى تغيير طاقم الأطباء إلى إناث بعد أن أخذ حقه ممن رأوها من الرجال سواء الأطباء أو الممرضين ..... فمن نجا منهم هو من حدث له كسور
وشروخ ...... فما بالك بالهالكين!!!!!!
أجل شريف موعد زفافه مع ترنيم مما دفع أخاه لفعل المثل مع رحمة
اتصل ماجد بجنى وطلب منها الحضور وبعد إصرارها على معرفة ما يريد اضطر أن يخبرها كل شيء فهو رأى أحقيتها أن تختار إما أن تخوض هذا التحدى للفوز بعشقها أو الانسحاب بهدوء والاستسلام وحتى الآن لم تخبره رأيها أو ترد على اتصالاته فعلم الجد برفضها للأمر وخجلها من الرد عليه 
لم يطل فى إصراره بينما ذلك شجع هذا الأسد وأسعده كثيرا فلا عائق أمام عشقه لملاكه الآن
أما منار وحمدى فهما يعيشان فى نعيم قصر ضرغام ولم يبذلا جهدا فى السؤال على ابنتهما حتى
وسمية تكاد ټنفجر غيظا منهما
فى الغرفة حيث يمكث العاشقان
أسد يلا يا ملاكى ...... أرجوكى اصحى
قال آخر جملة مصاحبة لضحكاته بالرغم من الدموع المتساقطة فقط تذكر إحدى مقالبها وهى بعمر الثامنة
فلاش باك
دخل سريعا للقصر بعد عودته من الشركة أو بالأحرى تركه لها 
لم يكمل الساعتين فهذه أول مرة يذهب للشركة بدونها بعدما رفضت بشدة مما أثار استغرابه ولكنه لم يعلق مثلما لم يستطع أن يظل فى الشركة وعقله وقلبه وروحه معها ولكن ما شجعه على العودة اتصال ملاكه به ليعود حتى تريه شيئا هاما
صعد بسرعة للطابق الذى به غرفتهما
فتح باب الغرفة فلم يجدها قلق وتملكه الخۏف بعدما فكر فى العديد من الأشياء الغير جيدة أبدا وأخطرها أن
تكون فى الأسفل مع جده أو عمه!!
دخل غرفة الثياب عله يجدها ولكنها لم تكن هناك
لم يتبقى سوى المرحاض
فتح الباب وقبل أن يدخل وجد تلك المياة الغزيرة الساقطة فوقه 
تحرك بعشوائية لتفادى المياه لينزلق على الأرض وهو يتألم
أغمض عينيه پألم ثم فتحمها ليجد ملاكه بل بالأحرى شيطانته الصغيرة خاصة بعد ذلك الموقف
كانت واقفة

فوق مقعد عال جدا بالنسبة لها فهو أطول منها وتمسك فى يديها الصغيرتين دلو كبير تتساقط منه قطرات الماء وتنظر له ببراءة من أعلى ..... كاد يشل بسبب براءتها تلك وكأنها لم تفعل شيء نظر لأسفل ليجد صابون
قام متصنعا الڠضب ليخيفها 
نظرت له بفزع ثم ألقت الدلو سريعا محاولة النزول بصعوبة لطول المقعد الشديد فهو ليس مقعد للجلوس بل مقعد زينة
تمسكت يديها بأعلى الكرسى وهى تعطى ظهرها لأسد وتحاول مد رجليها قدر المستطاع لتصل للأرض لكنها تفشل
بكت پخوف
وهى تصرخ بطفولية ...... لم تكن تلك من ضمن مخططاتها ...... لقد تسلقت ذلك المقعد بمساعدة مقعد آخر صغير وكانت ستهبط بواسطته ولكن ذلك الغبى أبعده بقدمه عند سقوطه
همس بصړيخ يلهوى يلهوى ...... الحقونى ..... هيقتلنى
كل ذلك أمام من يكتم ضحكته بصعوبة شديدة على كتلة اللطافة والغباء معا ...... فقد تعلقت فى المنتصف لا تستطيع الصعود ولا الهبوط
ولكنه تحكم بها بصعوبة ورسم الجدية والڠضب على وجهه
اقترب منها وهى مازالت توليه ظهرها ..... وهل ذلك بإرادتها مثلا!!!!!
أمسكها من ملابسها خلف عنقها بقبضة يده
رفعها وأدارها نحوه وهو يتحرك لخارج المرحاض
أسد پغضب مصطنع إيه اللى هببتيه ده
همس پخوف مكنث قثدى ..... أنا .... أنا كنت بثتحمى وإنت دخلت والمية وقعت عليك
أسد بتستحمى بهدومك وعلى كرسى وكمان بتاع الزينة اللى مبنحركهوش من مكانه أصلا
همس بصړاخ وهى تحرك رجليها المنطلقة فى الهواء إنت إزاى تمثكنى كدة ..... الله ..... قولتلك مث قثدى
أسد بت شغل خدوهم بالصوت دا مش هيدخل عليا يلا اعترفى
همس بكبرياء وهى تربع يديها أمام صدرها وكأنها لم تكن خائڤة منذ قليل وقد أوقفت حركتها أيوة كان قثدى ..... فيها إيه يعنى
هنا واڼفجر ضاحكا عليها وهى معلقة فى الهواء بفعل قبضة يده
أسد وهو يضحك قوليلى بقى جيبتى المقلب ده منين
همس بضيق جيرى عملها فى توم
ثم أردفت باحتجاج واعتراض وكأنها أمام قاض 
ومع إن جيرى أقثر منى بث نزل عادى من الكرثى
أسد بسخرية مهو معلش الكرسى عايز طول فار مش طول نملة
همس بضيق وهى تسخر منه نانانا
أسد ههههههههه بس خلاص متزعليش ياستى المقلب حلو تعالى بقى عشان آخد حقى
ھجم عليها وهو يحرك يده بخفة على بطنها لتضحك بشدة وتعلو ضحكاتهما معا
باك
انتبه على شعوره بحركتها البسيطة ليمسح دموعه وينظر لها بأمل وترقب لتتحرك مرة أخرى
ضحك بفرحة ضاغطا على زر بجانبه حتى تأتى الطبيبة
أسد بلهفة ملاكى ....... ملاكى إنتى صحيتى صح .... إنتى سمعانى ...... طب فتحى عيونك يا روحى
فتحت عيونها ببطئ مزامنة مع دخول الطبيبة 
فحصتها أمام ذلك العاشق الولهان
الطبيبة الحمد لله يا فندم هى صحت خلاص ...... وأقل من شهر بإذن الله وهنشيل الجبس اللى على دراعها 
أومأ لها وهو ينظر لملاكه التى تحاول فتح عينيها
استطاعت أخيرا لتنظر لكل مكان حتى وقعت عينيها عليه
لحظة واحدة وظلت تصرخ بشدة فى
وجهه وظهر عليها علامات الفزع والړعب وهى تتراجع للخلف وتتساند على يدها المکسورة مما يؤلمها ويبكيها أكثر
تطلع إليها وقد هوى قلبه بين قدميه .... أتنظر له بړعب!!!!! هل تذكرت ما حدث!!!! يا الله ....... لم يتوقع أبدا هذا ..... لقد اخترع أكثر من قصة والكثير من التبريرات ليقنعها أنها وقعت من على السلم أو تعرضت لحاډث ...... لكن أن تتذكر كل شيء ..... هذا ما لم يكن فى الحسبان أبدا
نظر لها بفزع هو الآخر وكلمة واحدة تتردد فى عقله ستتركه
الفصل ١٧
شعر بالضياع وأنه على وشك الإنهيار وقد امتلأت عينيه بالدموع
أسد بهمس متقطع ملا....كى
ظلت تصرخ وقد ارتعش جسدها 
تنتفض فى مكانها 
برزت عروق رقبتها وجبهتها
الطبيبة بصړاخ فى الممرضة جهزى حقنة مهدئة بسرررررعة
ناولتها الممرضة إياه
اقتربت من همس التى ما إن رأتها حتى ازداد رعبها وهلعها أكثر وأكثر فهى تخاف بشدة من الإبر والحقن
وأخيرا خرج من صډمته على اقتراب الطبيبة من ملاكه فركض بسرعة ناحيتها ودفع الطبيبة حتى سقطت
أسد بدموع تمردت عليه فتساقطت ملاكى ..... ملاكى أنا آسف والله مش همد إيدى عليكى تانى إهدى أرجوكى ...... ملاكى خلاص أنا مشيتها محدش هيقرب منك .... اهدى .... أرجوكى اهدى
ظل يهدئها ولكنها كما هى تنتفض وتصرخ بشدة وكل ما تراه هو لحظة اعتدائه بالضړب الشديد عليها
دخلت عائلة ضرغام على الصړاخ لتنصدم مما رأوه
فأسد جن بالتأكيد!!! 
انطلق شريف وسامر ناحيته محاولين سحبه عنها لېصرخ بشدة عليهم
أسد بصړاخ ابعدوا عنى
..... ابعدوا هى محتاجانى جنبها .... سيبونى ...... ملاااكى
استطاعا إبعاده عنها ولكنه فك قيده واتجه لها بسرعة
ليسقط على الأرض باڼهيار وهو ېصرخ بشدة ويبكى
ينادى باسمها علها ترحمه ...... يضرب الأرض بيديه حتى ڼزفت مرة أخرى واغرورقت الأرض بدمائه
هدأت شهقاتها لتعلو شهقاته هو ..... نظرت له پصدمة
ولكن تلك المرة مختلفة فقد تذكرت حنانه تجاهها ..... إسعاده لها

...... حمايتها من كل شيء..... ستسامحه ...... أجل لن تكون أنانية وتعاقبه بل ستشفع له ..... لقد علمت سبب تملكه الغريب ..... علمت ما هو مرضه الذى يتحدثون عنه ..... علمت أنه مريض ..... مريض نفسى ..... فقد سمعت الجد ذات مرة يتحدث مع سعيد أنه ذهب لطبيب نفسى بعد ۏفاة والديه ولكن لم يكمل علاجه ..... ونتيجة ذلك هو تملكه الغريب ناحية طفلة .... احتاج الحنان والبراءة فى حياته .... ولسوء الحظ اجتمعا فى تلك الطفلة ..... لكن هى .... لا يهمها مرضه ..... 
قامت من الفراش برغم ألمها واتجهت له وهى تتحامل على قدميها الملفوفتين بشاش
ظل على حاله من الصړاخ والاڼهيار حتى شعر بتلك اليد الصغيرة على كتفه ...... إنها يدها ..... هو لا يحلم ..... لا لا مستحيل أن يكون حلما
ولكنه خاف ..... خاف أن يستدير فلا يجدها أمامه.... بل على الفراش وتحيطها هالة الړعب والهلع
أغمض عينيه بشدة كأن بإغلاقهما يغلق عليها باب قلبه ليأسرها به للأبد .. ولكن زاد تشبث تلك اليد به
نظر خلفه ببطئ ليجدها أمامه ببرائتها المعتادة
ظل يضحك بسعادة وقد استحت الدموع من الظهور مرة أخرى ...... فعند ظهور ملاكه ..... 
كل شيء يختفى
استمرا على ذلك الحال لفترة طويلة
اقتنع الجد قليلا أنهما لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما أبدا ..... ولكنه مازال مصرا على ألا يكونا عاشقان .... هذا دمار ومۏت لكليهما
أسد بهمس خاڤت فقد أتعبه كل شيء سامحينى
حزنت وڠضبت من نفسها ...... كيف تفعل هذا بأسدها ...... كيف تكون السبب فى انهياره ...... أقسمت ألا تكرر أى شيء يحزنه أبدا
همس بحزن أنا مسامحاك يا أسدى
أطلق زفيرا براحة شديدة بعد
سماع لقبه المحبب
همس وهى تكمل بحماس حتى تسعده أسدى..... إنت عارف ..... أنا شوفتك فى أحلام كتير ..... كنا بنجرى ورا بعض فى جنينة حلوة أوى
..... متزعلش منى يا أسدى ..... والله أنا عايزاك إنت مش عايزة الناس دى كلها ..... أنا هختارك إنت دايما...... 
بس لما إنت سألتنى أختار مين ..... وقتها كنت بعيط جامد ..... وإنت عارف لما بعيط مش بقدر أتكلم خالص ..... أنا آسفة مش هكرر ده تانى أبدا
وضعت إصبع يدها السليمة عند طرف أذنها كإعتذار
يا ليتها لم تبرر ..... ضربها وعنفها على اللا شيء ... كيف نسى أنها لا تستطيع التحدث عند بكائها .....
أذى صغيرته وها هى تعتذر بكل براءة بالرغم من خطأه هو فى حقها
همس وهى تقوس شفتيها بحزن خلاص متزعلش بقى بالله عليك ...... لو عايز مش هطلع أبدا من الأوضة ومش هتكلم مع أى حد تانى
جاء ليرد عليها بسعادة ...... فماذا يريد أكثر من ذلك ..... ملاكه تطلب منه بكامل إرادتها أن تكون له وحده ..... يجب عليه استغلال الفرصة
تحطمت آماله عندما سارع جده بالرد
ماجد بسرعة وخبث لا يا حفيدتى أسد بېخاف عليكى وعايز يفرحك دايما عشان كده هيخليكى تكلمى والدك ووالدتك وإحنا عادى......
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات