الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

البعض يعشق

انت في الصفحة 28 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

التام يحيط بها وماإن خطت بإتجاه مفتاح الإضاءة حتى سطع الضوء فى كل مكان لتجد مراد جالسا على الأريكة ينظر إليها بوجه خال من المشاعر تأملته لثوان تدرك أن هناك شيئا ما خلف هيئته تلك لتقول بهدوء
مساء الخير 
نظر مراد إلى عينيها مباشرة قائلا 
كنتى فين يابشرى
إقتربت منه وجلست على المقعد المقابل له وهي تزفر قائلة
هكون فين يعنى يامرادكنت مخڼوقة لفيت بالعربية شوية وأنا جاية فى الطريق العربية عطلت وإضطريت أوديها لميكانيكى وقعدت لغاية ما أصلحها وبعدين جيت علطول 
عقد حاجبيه قائلا
ومكلمتنيش ليه
قالت بنبرة ساخرة 
وهو إنت فاضيلى أصلا
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول
قصدك إيه
قالت فى هدوء
هيكون قصدى إيه يعنىإنت مش قايل إنك فى ميتينج مهم أنا محبتش بس أعطلك هي دى كل الحكاية 
تفحصها مراد يدرك أن هناك شيئا ما تخفيه عنه يظهر فى نظراتها الغريبة إليه وتلك النبرة الساخرة فى صوتها ليصمم على معرفته آجلا أم عاجلا ليقول فى حزم
يحيي ورحمة كلمونى وكانوا عايزينا نرجع الفيلا وأنا رفضت يحيي كان عايز يكلمك وأنا إضطريت أكذب وأقوله إنك نايمة مكنتش أقدر أقوله إن مراتى لسة مرجعتش البيت
وهي عارفة إنى تعبان ولسة خارج من المستشفى ده غير إنه لو سألنى عن مكانك كان هيبقى شكلى وحش وأنا معرفش عنك حاجة ياريت لو هتروحى مكان بعد كدة تبقى تعرفينى قبلها مفهوم
مظهره أمام يحيي هذا ما يهمه فقط أما هي فلا تهمه على الإطلاق تدرك ذلك جيدا فعلاقتهما سويا واضحة ومنذ البداية فهي لم تستطع أن تحبه وقلبها ممتلئ بحب أخاه وهو لم يستطع أن يحبها وقلبه ممتلئ
بحب رحمة مهلا إذا كان هكذا إذا لماذا أحب تلك الشروق وهل نسي رحمةوهل حقا العيب فيها لذا لا أحد يحبها حقاإذا لماذا أحبها مجدى كل هذا الحبتحركه بإشارة من إصبعها وإن طلبت روحه فلن يتوانى عن إهدائها إياهالماذا
آاااه أسئلة عديدة تدور برأسها بلا إجابة تطيح بتركيزها على مهمتها الجديدة وهي التخلص من رحمة للأبد هي وتلك الشروق وستسعى من الغد فى تنفيذ مخططها لذا ستريح أعصابها المتعبة الآن وتكتفى بالصمت الصمت المطلق 
لتفيق من أفكارها على صوت مراد وهو يقول بلهجة تحذيرية
مفهوم يابشرى
نظرت إليه ببرود قائلة
مفهوم يامراد بعد إذنك اليوم كان صعب أوى وأنا محتاجة أنام 
لتبتعد من أمامه يتابعها بعينيه بقلق فهدوءها هذا وحالتها الغريبة تلك تنبئ بکاړثة فى الطريق ليدعوا الله فى صمت أن ينجيهم منها 
كانت رحمة تقف فى الحديقة حين أحست بيدين توضعان على عينيها لتبتسم بسعادة وهي تدرك أن صاحب تلك اليدين هو حبيبها يحيي لتقول بحب
مهما غميت عينية هفضل شايفاك ياحبيبى وحشتنى 
تسللت إلى مسامعها نبراته التى تخشاها وتمقتها وهو يقول بهدوء
إنتى كمان وحشتينى يارحمة 
إنتفضت تبعد يديه عن وجهها وتبتعد عنه وهي تلتفت لتواجهه قائلة بعيون إتسعت من الصدمة وهي تراه أمامها بنفس الهيئة التى رأته عليها آخر مرة لم يتغير البتة لتقول بنبرات مرتعشة من الخۏف
هشام
إبتسم قائلا
أيوة هشام حبيبك إنتى قلتى إنى حبيبك وأخيرا يارحمة سمعتها بودانى لتقول وهي مازالت تحت تأثير صډمتها
إنت إنت ممتش
إتسعت إبتسامته وهو يقول
ھموت إزاي بس وأنا واقف أدامك أهو
قالت پخوف
أنا شفتك بعيونى والعربية پتنحرق بيك
ضحك بسخرية قائلا
ده اللى حبيت أوريهولك لكن قبل ما الڼار تمسك فى العربية كنت ناطط منها وبعدين إنتى أغمى عليكى وأنا هربت 
قالت بدهشة
والچثة اللى لاقوها جوة العربية
إقترب منها قائلا بسخرية
ده شغلى أنا بقى 
عقدت حاجبيها فى حيرة قائلة
طب وعملت كل ده ليه كنت عايز توصل لإيه ياهشام
مال يرمقها بعيون باردة وهو يقول بلهجة كالصقيع
كنت عايز أشوفك هتعملى إيه بعد ما أموت هتبقى أصيلة وتفضلى عايشة على الذكرى وأبقى
بكدة ظلمتك ولا هتخونى الحب اللى بينا وتقلي بأصلك وإنتى ما شاء الله مكدبتيش خبر جريتى وخونتينى وقليتى بأصلك زي ما توقعت يارحمة 
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة
إحنا مكنش بينا حب أصلا وإنت متجوزنى وإنت عارف ومتأكد إنى بحب يحيي 
هدر بها قائلا
إخرسي متقوليش إسمه على لسانك إنتى فاهمة
تخلت رحمة عن خۏفها وهي تقول بكل قوة 
لأ هقول يحيي يبقى حبيبى وجوزى وكل حاجة لية 
إتقدت عيونه بشرارات الڠضب وهو يقول بحدة
جوازك منه باطل باطل يارحمة إنتى مراتى أنا وحبيبتى أنا 
قالت پغضب
لأ أنا مش مراتك أنا عمرى ما كنت مراتك أنا مراته هو وشم روحى وقلبى بإسمه ومستحيل هكون لحد تانى إنت فاهم ولا لأ
توقف أمامها تماما ليتأمل ملامحها
لثوان ثم قال ببرود
الظاهر إنه موشمش روحك وقلبك بس يارحمة ده قدر يوصل للى مقدرتش أنا أوصله 
أطرقت برأسها تدرك مقصده لتجد يديه فجأة إمتدت لعنقها يحكمها حوله لتشعر بالإختناق حاولت المقاومة الإستنجاد بيحيي ولكنها كلما نطقت إسمه كلما زاد من خنقها لتسمع صوت يحيي آتيا من بعيد ينشلها من المۏت المحيط بها فتحت عينيها فجأة بقوة لتجد يحيي أمامها نظرت حولها پصدمة تدرك أنها فى حجرتها وأن يحيي بجوارها ينظر إليها بقلق وأن كل ما مرت به هو
كابوس فقط كابوس بشع لتعود بعينيها ليحيي الذى قال بقلق
رحمة مالك ياحبيبتى فيكى إيه
طفرت الدموع من عينيها فجأة ليسرع يهدهدها قائلا
هششش خلاص إهدى يارحمة أنا جنبك 
قالت بصوت تهدج ألما
هشام هشام يايحيي رجع وكان ھيموتنى 
أغمض عينيه فى ألم وهو يدرك خۏفها المړضي منه كم عذبها أخيه سامحه الله على أفعاله ليفتح عينيه وهو يقول بحنان
ده كابوس يارحمة هشام ماټ وإنتى هنا فى بيتى
قالت رحمة بنبرات مرتعشة
خبينى جواك 
ليقسم أنه سيحاول بكل طاقته أن يفعل ذلك وسينجح بإذن الله 
قالت نهاد بإبتسامة خجولة
أنا لما جيت أخرج ولقيتك ھموت من الكسوف ياشروق 
قالت شروق بمرح 
كان شكلك فظيع وإنتى مش عارفة تتلمى على أعصابك ولا تقولى كلمتين على بعض وبدل ما تقوليله أهلا يامراد قلتيله صباح الخير يامراد صباح الخير بالليل مراد مسك نفسه بالعافية أنا شفت وشه ساعتها كان ھيموت ويضحك 
وكزتها نهاد وهي تقول بغيظ
آه بس إنتى مسكتيش نزلتى ضحك لغاية ما خليتينا كلنا ضحكنا 
إبتسمت شروق قائلة بمزاح
وهو فيه أحلى من الضحك ربنا يديمها علينا نعمة ياشيخة 
لتنظر إلى نهاد وهي تعتدل قائلة بجدية
بس مقلتليش عملتى إيه مع رأفت
إبتسمت قائلة فى خجل
عملت بنصيحتك ووافقت متتخيليش فرحته كانت عاملة إزاي وقاللى إنه هياخدنى النهاردة عشان نجيب الشبكة والفرح هيكون آخر الشهر بإذن الله 
قالت شروق بسعادة
بجد ألف مبروك يانهاد 
إبتسمت نهاد قائلة
الله يبارك فيكى عقبال ما نفرح بالنونو بتاعك 
وضعت شروق يدها على بطنها قائلة
يارب يانهاد يارب 
قالت نهاد بإبتسامة 
وإنتى عاملة إيه دلوقتى مع مراد ياشروق
إرتسمت على شفتي شروق إبتسامة حالمة وهي تقول
مش قادرة أوصفلك حنيته معايا وحبه اللى بقى مغرقنى فيه بيتصل بية كل شوية عشان يطمن علية وقبل ما يقفل يقولى بحبك بحبك ياشروق يااه لو يعرف أد إيه إستنيت الكلمة دى وإيه اللى بتعمله فية لما بسمعها أنا عايشة حلم يانهاد حلم بتمنى مصحاش منه أبدا 
تأوهت فجأة لتنظر إلى نهاد بإستنكار قائلة
بتقرصينى ليه بس
قالت نهاد فى مزاح
عشان تعرفى إنه مش حلم ياشروق وإنه حقيقة 
قالت شروق بغيظ
تصدقى إنك بايخة خرجتينى من المود وأنا كنت لسة هبدأ أوصف الجنة اللى أنا عايشة فيها معاه فصلتينى يافصيلة 
تعالت ضحكات
نهاد وهي تقول من بين ضحكاتها
جنة إيه ياشروق إنتى لحقتى طول عمرك أوووفر 
لتنظر إليها شروق لثوان ثم لم تلبث أن شاركتها ضحكاتها وهي تحمد الله على تلك الصديقة التى تشاركها كل شئ أحزانها وأفراحها 
نظرت بشرى بإشمئزاز إلى هذا المبنى القديم والذى يوجد به سلاحھا القاټل لرحمة ترغب فى العودة من حيث أتت ولكن رغبتها الشديدة فى إزاحة رحمة عن طريقها دفعتها للدلوف إليه لتقف أمامه وتطرق بابه لم يجبها أحد كادت أن تطرق بابه مجددا لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها قائلة
أفندم حضرتك مينوعايزة إيه
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى بشرى الدرملى 
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى خبثا 
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت إبنه وقضت عليه كلية بينما تأملتها تلك السيدة بدورها لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى فى الشكل بس إنما الطبع فحاجة تانية خالص غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى 
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة لإنى لو كنت طلعت زيها كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها لكن بابا عرف ياخد حقه كله 
جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي وهيئة منزلها المتواضعة جدا وهي تقول
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية 
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت كنت عرفت أشترى
بيت حلو فى حتة راقية 
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك تؤ تؤ تؤ كنتى فاكراكى أعقل من كدة 
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة إنتى لعبتيها غلط وخسرتى كل حاجة فى النهاية أنا بقى بلعبها صح وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر 
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة 
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله وخليتها منبوذة من الكل معتقدش حتى إنها حابة تشوفك 
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 36 صفحات