رواية بقلم نونا المصري
ثم صعد امام المقود وقبل ان يشغل محرك السيارة عدل المرآة فنظر إلى مريم التي كانت جالسة خلفه وتحتضن ابنها فنظرت اليه بدورها وسرعان ما اشاحت بنظرها فابتسم ثم شغل محرك السيارة وقادها نحو العنوان الذي اعطته ايه وعندما وصلا الى البناية نزل هو اولا من السيارة ثم فتح الباب الخلفي لتنزل هي وقبل ان تفعل ذلك حمل الصبي عنها وقال انا هحمله عنك.
قالت ذلك ثم سارت امامه فلحق بها وعندما وصلا إلى الطابق الخامس ابتسم ادهم بسخرية وقال الظاهر ان اخوكي المحترم غني حبيتين ولا انا غلطان البناية دي بتاعته مش كدا
فنظرت اليه وهي تفتح باب الشقة وقالت اطمن... مش اغنى منك.
فتنهدت مريم وحركت عينيها بشكل دائري ثم دخلت الى الشقة فدخل ادهم خلفها وسرعان ما وضعت الحقائب من يدها والتفتت اليه ثم اخذت ابنها منه وتوجهت به إلى غرفتها حيث لم يكن في الشقة سوى غرفتين نوم احدهما لصديقتها الهام والاخرى كانت لها ولأبنها كما كانت غرفة المعيشة واسعة ومريحة وبجانبها المطبخ والحمام فقامت بوضع الصغير على السرير بينما وقف ادهم عند عتبة باب غرفتها يحدق بها فسألها هي دي اوضة نومك
فابتسم وقال كويس.. يبقى انا هنام هنا اصلي تعبان وعايز استريح شوية.
قال ذلك وخلع سترته ولكن مريم التفتت اليه بسرعة وصاحت به قائلة استنى !
توقف ادهم في مكانه وسأل في ايه
فنظرت هي الى ابنها الذي ظنت انه استيقظ بسبب صړاخها وعندما وجدته ما يزال نائما بهدوء تنفست الصعداء واقتربت من ادهم ثم سحبته من يده الى خارج الغرفة وقالت بهمس انت عايز تنام في أوضتي بجد !
فقالت بتلهثم م... معرفش... لاقي حته تانية بس اوعى تفتكر اني هسيبك تنام في الاوضة بتاعتي لان نجوم السما اقرب لك .
قالت ذلك ودخلت إلى غرفتها بسرعة واغلقت الباب بوجهه حتى قبل ان تترك له مجالا لقول اي شيء اما هو فرفع حاجبه ونظر الى باب غرفتها فوضع يديه على خاصرته وقال بقى كدا... طيييب يا مريم...عايزه تبني سد بينا بما ان الشقة بتاعتك مش كدا استني عليا اما نرجع مصر ساعتها هعرفك ازاي تقفلي الباب في وشي .
ثم بعثرت شعرها
واضافت بتذمر اااه ايه الورطة اللي رميت نفسي فيها دي
مر الوقت سريعا وحل المساء فكانت مريم ما تزال في غرفتها بينما استيقظ ابنها الصغير بعد زوال
تأثير الدواء الذي اعطته ايه لكي يخفف الألم فنظر اليها وهي واقفه امام النافذة وتحدق من خلالها وقال بصوت ناعس ماما...
التفتت اليه ثم اقتربت منه وقبلته على جبينه وقالت صح النوم يا بطل .
فسألها بابا فين
تنهدت وقالت في نفسها صحيح...هو راح فين انا مسمعتش صوته من ساعة ما قفلت الباب في وشه.. معقول يكون مشي !
ثم نظرت الى ابنها وابتسمت قائلة هروح ادور عليه حالا بس عايزاك توعدني انك مش هتقوم من على السرير لغاية ما ارجعلك والا رجلك هتوجعك واحنا مش عايزين حيصل كدا اتفقنا.
أومأ لها برأسه فابتسمت وامسكت باحدى الدمى واعطته ايها لكي يسلي نفسه بينما تذهب وتتفقد اين ذهب والده ...فتحت باب غرفتها ببطء كما لو كانت لصه اتت لكي تسرق ثم خرجت من الغرفة على رؤوس اصابع قدمها ومشت بخطوات خاڤتة واخذت تتلفت وهي تبحث عنه فتساءلت في نفسها هو فين يا ترى
في تلك اللحظة شعرت بيد رجولية تربت على كتفها فالتفتت واذ بادهم واقفا خلفها فسألها ببرود بدوري على حد
اما هي فعادت للواء بسرعة ونظفت حلقها قائلة ل.. لا وهدور على مين عيني
رفع ادهم حاجبه وقال مش عارف.
فاشاحت بنظرها عنه ثم استجمعت افكارها المشتتة ونظرت إليه قائلة ادهم صحي.. روح اقعد جنبه وخلي بالك منه لغاية ما احضر العشا .
فتنهد ادهم وقال مفيش داعي انك تتعبي نفسك.. انا جبت اكل جاهز .
مريم وليه عملت كدا احنا متعودين اننا ناكل اكل البيت لانه صحي اكتر.
فكتف ادهم ذراعيه وقال موضحا ليه عملت كدا انا هقولك ...لان في وحده خاڤت اني اعمل لها حاجة زي ما تكون اتجوزت مچرم هربان من الحكومة وسجنت نفسها في أوضتها من اربع ساعات ونسيت تعمل عشا لابنها اللي خرج من المستشفى النهاردة.
تنحنحت مريم واردفت على العموم...انا هعديها المرة دي لانك لسه متعرفش نظامنا بس انت لازم تعرف اني ما بأكلش ابني اكل جاهز ابدا لان دا مش كويس لصحته .
ادهم كويس...اساسا انا كمان ما بكلش اكل جاهز ابدا بس بما ان حضرتك قفلتي على نفسك الاوضه من ساعة ما جينا هنا ومخرجتيش منها ابدا فهضطر اني استحمل الليلة دي.
فاعادت مريم خصلة من شعرها وقالت طيب انا هروح اجهز الاطباق وانت روح وخليك جنب الواد.
قالت ذلك ثم دخلت إلى المطبخ اما هو فابتسم وقال بصوت منخفض حاضر يا ست هانم... من عينيا.
ثم دخل إلى غرفتها حيث كان ابنه جالسا على السرير ويلعب بلعبته الالية التي كانت عبارة عن الرجل الحديدي ايرون مان فابتسم وسأله بصوت الاوضه دي بتاعتك انت وهي .
ادهم الصغير يعني انت مش عايز تنام جنبي على السرير النهاردة
ادهم طبعا عايز انام جنبك يا حبيبي بس ماما قالت لأ ..
ادهم الصغير طب انا هقولها اني عايزك تنام معانا هنا.
فاتسعت ابتسامة ادهم وعبث بشعر ابنه قائلا شاطر يا حبيبي... اديك طالع لبباك ذكي وبتعرف تتصرف صح .
في تلك اللحظة دخلت مريم الى الغرفة وقالت العشا جاهز .
قالت ذلك ثم اقتربت من ابنها وارادت ان تحمله ولكن الطفل ابى ان تقترب منه فقال مش عايز.
قطبت حاجبيها وسألته ليه يا حبيبي
نظر اليها وقال علشان انتي قلتي ان بابا ما ينفعش ينام جنبي النهاردة.
فنظرت مريم الى ادهم الذي كانت الابتسمة الخبيثة واضحة على وجهه وضوح الشمس وسألته بدهشة قالت انت قولتله !
حرك ادهم كتفيه الى الاعلى ولم يعلق فتنهدت وقالت فاكر اني هسيبك تعمل اللي يريحك لانك استغليت النقطة دي
فاجابها بابتسمة صفراء هنشوف.
اما الطفل فقال انا عايز بابا ينام جنبي هنا .
فنظرت مريم الى ادهم وقالت بحنق ماشي يا ادهم... انت اللي كسبت .
يتبع....... الفصل الحادي عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
قال ادهم الصغير لأمه بنبرة امرة انا عايز بابا ينام جنبي هنا النهاردة.
ثم كتف ذراعيه بطريقة لطيفة وكأنه اصدر حكم قضائي يجب ان تنفذه مريم دون مناقشة اما هي فنظرت الى زوجها ادهم وقالت بحنق ماشي يا ادهم... انت اللي كسبت انت وابنك برطعوا
في الأوضة وانا هروح انام في أوضة الهام الليلة دي .
رسم ادهم ابتسامة صفراء على زاوية شفتيه وقال بهدوووء ممېت وهتنامي هناك ليه مهي أوضتك موجوده وتقدري تنامي فيها .
فلم تحتمل مريم بروده الذي كاد ان يسبب لها ازمة قلبية لذا تنهدت وقالت باستسلام لو عايز تتعشا انا جهزت الاكل... ادهم الصغير لازم ياكل علشان ياخد الدوا.
قالت ذلك ثم حملت ابنها واضافت يلا يا شقي جيه وقت الاكل.
ثم خرجت من الغرفة وتركت ادهم خلفها فضحك بخفة حتى لا تسمعه ثم اخذ ينظر في
ارجاء غرفتها... وبينما كان يفعل ذلك وقع نظره على زجاجة عطر كانت على طاولة التزين الخاصة بها نهض بسرعة ثم امسك بها ونزع الغطاء ومن ثم قربها الى انفه ولكن سرعان ما ابعدها وعقد حاجبيه قائلا هي ليه غيرت الپارفان بتاعها انا فاكر ان ريحته كانت اجمل من دا.
في تلك اللحظة سمع صوتها قادم من خارج الغرفة تقول لو مش عايز تتعشا انا هشيل الطبق بتاعك.
فاغلق زجاجة العطر واعادها الى مكانها ثم خرج من الغرفة وذهب حيث كانت مائدة الطعام فوجد ابنه جالسا في حضڼ امه ووجهه ملطخ بالصلصة بينما كانت هي تطعمه ابتسم تلقائيا عندما رأى ذلك المنظر وجلس مقابلا لهما وقال بصوت مرح انتي بتأكليه ولا ايه بصي على وشه ازاي اتبهدل !
فنظرت مريم اليه لمدة ثواني ثم عادت لتكمل اطعام ابنها قائلة هو ميعرفش ياكل غير كدا...بيحب يوسخ وشه في الاكل وانا هبقى احممه بعدين .
فنظر ادهم الى ابنه وقال ها يا بطل... الاكل عجبك
أومأ الطفل برأسه وهو يمضغ الطعام بسعادة اما مريم فقالت حتى لو عجبه مش هياكل الاكل دا مره تانيه لانه مش صحي.
ادهم وانا بقول كدا برضو بس للضرورة أحكام .
قال ذلك ثم امسك طبقه ووضع بعض الطعام فيه ولكنه لم يأكل بل اكتفى بمراقبة مريم وهي تطعم ابنها وتأكل بهدوء فاخذ يلوي شاربيه وهو يبتسم بلطف ... اما هي
فكانت تحاول جاهدة ان لا تنظر إليه وكانت تتمنى ان يمر الوقت سريعا حتى يأتي الصباح لأنها لم تكن تتخيل فى أقصى أحلامها بأن تجلس مع حبيبها البارد ذات يوم على نفس المائدة ولكن ها هي قد اصبحت زوجته مجددا وجمعهم سقف واحد ولا احد يعلم كيف ستمر هذه الليلة .
وبينما كانت تفكر سمعته يسألها انتي ليه غيرتي الپارفان بتاعك
أندهشت عندما سمعت ذلك ونظرت اليه مباشرة ثم سألته وانت ازاي عرفت اني غيرت الپارفان بتاعي !
فاسند ادهم
ظهره إلى الكرسي وامسك كأس الماء الخاص به ثم قربه من فمه وقال انا فاكر ان ريحته كانت غير ريحة الپارفان الجديد .... كانت قوية وناعمة في نفس الوقت.
قال ذلك ثم شرب رشفة صغيرة من الكأس اما هي فقد شعرت بسعادة غامرة في قلبها لان ادهم لم ينسى كيف كانت رائحة عطرها ولكنها لم تظهر سعادتها بل قالت بهدوء انت لسه فاكر
فنظر اليها وقال بجدية هو في حد يقدر ينسى حاجة علقت في دماغه
في تلك اللحظة بدأ قلب مريم يرتعش من شدة التوتر فاخدت ترمش كثيرا لانها لم تفهم قصده وما حيرها انه قال جملته الاخيرة وکأنه كان يحاول ان يوصل لها رسالة فادرك انها استغربت من كلامة لذا قال بس كويس انك غيرتي الپارفان ...لان ريحته كانت قوية جدا وكانت بتجيبلي صداع لما كنتي بتشتغلي معايا