أحببت العاصي بقلم أية ناصر
وأخذت من عليها هاتفه ونظرت إلي اسم المتصل ولكنها لم تصدق عيناها هو تلك الحروف التي تعبر عن أسمه رقمه هو بعد طول غياب هو بعد عڈاب هو
بعد دموع وشهقات أحمد و أنقطع الاتصال جلست مكانها علي الأرض الصلبة وتتابع رنين الهاتف مره أخري و تدعي الله أن يعاود الاتصال ولحظة أثنان و مكالمة مره أخري ولكن تلك المرة كانت السرعة منها و سكات مع همهمته
يا الله كم الاشتياق موجع يا الله كم الاشتياق قاټل صوته لا تصدق و التلذذ بنطق أسمة كان هو الحل
أحمد
وما بعد الصبر هي الفرحة وما بعد الحزن هي الفرحة وما بعد البكاء سوآ فرحة ولقاء الأحبة فرحة و نطلب دائما من الله فرحة والله مجيب الله مجيب
منتصف الليل الكل خلد للنوم ولكن صرخات الفتاة الفرنسية أفزعت جميع من في قصر آل غنيم و اجتمع الجميع امام الغرفة وأخذ آدم يحاول أن يكسر الباب ليدلف إلي الداخل و يري ما هناك بينما إبتعدت عائشة وهند عن الجميع وأخذوا يضحكون بشدة وأخيرا قام آدم بكسر باب الغرفة ثم دلف إلي الداخل وخلفه كانت عاصي و فداء و السيدة حنان ثم تقدمة هند وعائشة كانت الفتاة ترتدي قميصا حرير يكشف أكثر مما يسطر غضي آدم بصره على الفور وتنحنح و خرج بسرعة من الغرفة بينما كانت هيلين في حالة لا يسري بها كانت تصوت بصوره هستيرية و تحرك يديها على جسدها و تصرخ نظرت عاصي إلي الخالة حنان بعدم فهم بينما أخذت عائشة وهند يضحكا بشده وفي تلك و في الوقت ذاته كانت فداء غاضبه لان آدم راها هكذا أمسكت الخالة حنان بالفتاة التي تتكلم كلام غير مفهوم بنسبه إليها و أخذت تهدئها ثم أصحبتها إلي المرحاض وغابه بالداخل لبضع دقائق بينما نظرت عاصي إلي عائشة وهند پغضب و قالت
نظرات هند إلي عائشة ثم إلي عاصي و قالت علي الفور
بصي يا عاصي أنا كانت ها تشل لو معملتش في البنت دي كده وبعدين كل الحكاية شويه بودره عفاريت ومش عارفه عمله ده كله ليه أمال لو كنت جبتلها فار و تعبان ذي ما كنت بفكر كانت ماټت
ضيقت عاصي ما بين حاجبيها في ضيق و قالت لها بنبرة حادة
أشارت عاصي لعائشة هي الأخرى فسار الاثنين بسرعة مبتعدين عن الغرفة بينما نظرت عاصي إلي فداء ضحكوا بشدة
منذ الصباح وكل شيء مختلف كليا فتحت أهداب عينها و أخذت تبتسم ليلة أمس ربما أسعد ليله مرة عليها عز الدين يحبها سمعت طرق على باب غرفتها والخالة حنان تدلف إلي الداخل فابتسمت لها فهتف المرأة بنبرة حانيه
صباح الخير يا خاله
يله يا عاصي فوقي يا حبيبتي عندنا شغل كتير
نظرت لها باستغراب و عدم فهم ثم هتفت
شغل شغل إيه يا خاله
إيه يا عاصي أنت مش عروسه يا بنتي وعوزين نطلع الهدوم اللي كنت بشتر يهالك و نضبطها ونشوف نقصك ايه نجيبه شوفت كنت بتزعلي لما اشتري حاجه وأشلها اه كل حاجه وليها وقتها يله
حماتي مين
مالك يا بنتي ست إيمان ام عز الدين
طنط إيمان جيه المزرعة طيب ازاي
حصليني تحت يا عاصي بعد خمس دقائق
حاضر يا خاله
وما بين يوم وليلة قد تتبدل الأوضاع بعد أيام ستصبح زوجته و الأن تجهز
للعرس و بعد قليل السيدة إيمان ستصل إلي المزرعة بعد غياب قد طال ما كل هذا التوتر هي الآن بحاجه إلي الاختلاء بنفسها ستهرب إلي شجر التوت
جلس بمكتبه يتابع بعض الأوراق أمامه حين طرق الباب ودلفت إلي الداخل سكرتيرة مكتبه وهتف
جواد بيه المحامي منتظر سيادتك يا فندم
دخليه يا دعاء بسرعة
حاضر يا فندم
وما هي إلا دقائق و دلف المحامي إلي الداخل فرحب جواد به ثم نظر إليه بجديه وقال
عوزك تعرف كل المعلومات الممكنة يا أنور عن حاډثه بس بقاله اكثر من عشرين سنه بس عاوز المعلومات دي في أسرع وقت
تنحنح الرجل ثم اعتدل في جلسته و هتف
أوعدك أعمل كل اللي أقدر عليه بس الحاډثة دي كانت سنه كام والاسماء اللي ها تحري عنها
الورقة دي فيها كل حاجه والاسماء منصور كامل غنيم و كامل غنيم
نيران الماضي تنبعث من جديد ولا نعلم هل ستكون بردا وسلاما أم ستكون كالچحيم
وصلتها يا عمرو
هتف بها عز الدين إلي صديقة الذي جلس لتوه فرد عليه الآخر بهدوء
أيون وصلتها أنا مش عارف هي ليه مشيت دي كانت فرحانه وإحنا جين عشان ها تشوفك
يمكن الجو مش عجبها كويس
أنها مشيت أنا مش عاوز مشاكل مع عاصي
رفع عمرو أحد حاجبيه بتعجب وابتسم ابتسامه عريضة وهتف ساخرا
الله هو في إيه عز الدين مهران بجلاله قدرة خاېف من المشاكل ثم غمز له أنت بتحبها ولا ايه يا بص
خليك في حالك يا عمرو و يله قوم أوريك الخيل اللي هنا قبل ما أبويا وأمي يجوا
يله يا كابتن أمال ماجد أخوك فين من الصبح
مش عارف حالا يبان
بأعجوبة استطاعة أن تهرب منهم ما هذا عاصي أختها لا تفقه شيئا في الموضة والخالة حنان تجلب لها أشياء تقسم أنها من قديم الزمن وتريد أن تجلب لها مثل أختها و فداء ستذهب إلي عملها و عندما ستعود ستتصرف معهما عز الدين و آدم من الممكن أن ېموتان ضحكا عندما يشاهدا فداء وعاصي و ثوب الفرخة البيضاء كما أطلقت عليه الفتيات يسعون دائما ليكونوا مثل الدجاجات أخذت تضحك بشدة
بينما نظر لها الصبي الذي يعمل معها و قال
في حاجه يا دكتورة
رفعة حاجبها بغيظ الفصيل أخرجها من خيالتها فقالت غاضبه
مفيش يا كريم بضحك بلاش أضحك
لا يا دكتورة أضحك
بعد إيه ما أنت فصلتني يله علي الشغل
وسارت مع الصبي وهي تتمتم بكلام ببعض الكلمات ومن بعيد تابع هو المشهد فوقف وأخذ يضرب كفوف يداه ببعضهم ويقول
البنت دي حاجه من إثنين لا هبله لا عبيطة ألطف بيه يا رب
وأخيرا وصلت السيدة إيمان بصحبة زوجها و أختها و ابن أختها أحمد الأمر بنسبه لها موجع منذ مۏت ابنه عمها لم تحضر إلي هنا أرضا تذكرها بالماضي بالطغيان والظلم أرض باتت لها چحيم ذكري زواج كان مرفوض و فراق لاحب الأشخاص و لكنها تتمني إذا رحلت عن هذا العالم ستوصي أن ټدفن هنا في الأرض نفسها لتتقبلها حتي وهي چثه هامده بلا روح والان ستعيش الفرح وتزوج أولادها لتكون انتهت من رسالتها في هذه الحياة نقلت بصرها بين قصر مهران وقصر غنيم و هتفت لزوجها
كامل أنا عوزه أفضل في بيت غنيم عشان أبقي مع عاصي وهند
اللي يريحك يا إيمان بس بابا كده ممكن يزعل
أدخلي نسلم عليه وبعدين أقوله علي طلبك
ربما نقف هنا لبعض لحظات و دعونا نفكر هل السيدة إيمان لم تستيقظ مما كانت فيه إلا عندما اقتربت النهاية هل يظل الإنسان يبحث عن دنيا زائفة فانية هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها
بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها وكلنا من صنع الله مخلوقات الله فتذكروا يوما ترجعون فيه إلي الله
لكل قصة بداية ولكل بداية نهاية ولا يوجد مستقبل بدون ماضي وفي قانون الإنسانية كلنا نسير بين طريقين شړ و خير شيطان وملاك ولهذا خلق التضاد والمعلوم مجهول للبعض والمجهول معلوم للبعض الآخر و يوما ما نتساوى لكن ستكون هنا النهاية
رنين هاتف مصطفي مهران يتكرر بإلحاح و الإجابة كانت من العم علي و الرسالة كانت مختصره
أنا جمال المحامي
يا عم علي بلغ الحاج مصطفي أن في حد بيفتش ورائنا
اسم القصه أحببت العاصي
بقلمى آية ناصر Aya Nasr
الحلقه 22
مزرعة مصطفي مهران ستشهد فرحان كبيرا الكل ينظر حفل زفاف الأحفاد و الكل سعيد فالأميرة المتوجه علي عرش القلوب ستتزوج عاصي أطيب خلق الله تحب الجميع وتعاملهم معامله حسنه يشعرون أنها منهم و الكل يدعي لها بالتوفيق واستقبال أخر في بيت مصطفي مهران لقد جاء اشتاقت له أحمد هنا يجلس أمامها لا تستطيع التصديق أخذ الجد مصطفي يرحب بأحمد ووالدته
بينما كان كامل ينظر لزوجته باستغراب ما بها لماذا تغيرت هكذا بين يوما وليلة ما الأمر يا حبيبتي !! نظر الجد إلي زوجة ابنه وقال بجمود
سكت ليه يا مرت ولدي !
و النبرة منكسرة لا بعد حد و ارتسمت البسمة علي ثغرها و
لاء أبدا مفيش يا بابا ثم نظرت حولها وقالت أمال الولاد فين وفين عاصي وهند
ولادك أكيد في المزرعة وأنا بعتلهم عشان يجوا و وعاصي زمانه جايه حالا ومعه هند
حركة رأسها بتقبل ثم صمتت مره آخري حين نظر الجد إلي أحمد ثم نظر إلي سلمي و تنحنح ثم قال بصوت هادئ
تعالي جنبي يا سلمي وأنت كمان يا أحمد
ارتبكت سلمي بشدة ثم قامت و سارت بضع خطوات وجلست بجانب الجد بينما تقدم أحمد وجلس بجانبه من الجهة الأخرى فقال الجد بحنان وهو ينقل نظراته بينهم
أنا وفقت علي جوازكم عشان عرفت قد إيه هو جدع و ها يصونك وأنت يا ولدي أنا أعرف أنك بتاخد حفيدة مصطفي مهران الوحيدة يعني أوعاك تزعلها وصونها سلمي مفيش أطيب من قلبها أحنا في عويدنا مفيش حاجه أسمها خطوبه وعشان كده فرحكم يوم الجمعة ذي ما اتفقت مع والدتك و هاتاخد عروستك وتعاود
بيتك بيها
تنحنح أحمد ثم قال بنبرة هادئة
بس يا جدي الفرح في علي العريس يعني أنا اللي
اسكت ساكت يا ولد إحنا هنا أفرحنا غير عنديكم ومفيش حد يدفع حاجه ومصطفى مهران عايش
يا جدي أنا
أحمد خلاص أسمع كلام جدك هتفت به والدته هي تعرف طبيعة ابنها فهو لا يقبل المساعدة من أحد ولكنها تعلم أنا في حضرت مصطفي مهران لا مجال لناقش
وبوجه بشوش وابتسامة تشرح القلب تقدم كامل من ابنته وا ها بحب و
مبروك يا حبيبة بابا ربنا يسعدك
ربنا يخليك ليا يا رب يا أحلي أب في الدنيا
كم هي سعيدة الأن العصفورة الصغيرة تكاد تطير فرحا قلبها يعزف الآن أنشودة الفرحة قلبها الذي ظنت أنه توقف الآن ينشد الأناشيد
وأخيرا انتهت منذ الصباح والخالة حنان تعلن حالة الطوارئ و الحمد لله انتهت عليها الآن أن تتفقد