الأحد 24 نوفمبر 2024

أغلال الروح شيماء الجندي

انت في الصفحة 25 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

و استمرت بالنحيب و البكاء فترة و قد عجز قلبها عن إجابتها أو محاولة طمئنتها بدقات واهية و تركها بين طبوله التي تقرع بقوة و بين صرخات عقلها بها أنها على حافية الهاوية و أن دروب العشق لا تصلح لقلب مهترئ مثل قلبها !! قلبها الذي أعلن فجأة عن تواجده حين نظر هذا الرجل داخل عينيها تلك النظرة الراغبة و كأنه يمارس تعويذة سحرية خاصة به لازالت لمساته فوق عنقها وذراعها تدفعها إلى القشعريرة و كأنه أمامها و لازال قلبها ينتفض حين لمسته تلك النظرات الحانية لازال ولازال و لن تتمكن تلك المرة من إزالة مشاعرها أو التحكم بها !! تتمكن فقط من سماع صرخات قلبها وهو يقول لها لقد تغير مالك الأغلال ياسيدتي و عقلها يهدر پغضب أنها تدفع روحها إلى الهلاك !!!!
و أرواحنا مثل المنازل المحصنة قفل أغلالها هو قلبنا إن امتلك أحدهم مفتاح الأغلال لسكن المنزل في الحال فكن على حذر عن تسليم مقاليد روحك أيها السيد !!!
أغلالالروح 
شيماءالجندي
أفاقت على صوت الهاتف الذي ارتفع يحذرها من الانسياق خلف مشاعرها بتلك اللحظات العصيبة و أنارت الشاشة باسم الصديق المقرب كريم !! تنهدت و أجابت على المكالمة ثم فتحت مكبر الصوت و بدأت تجفف دموعها و تستمع إلى حديثه بفتور حيث قال بقلق بالغ 
إيه ياسديم كل دا متكلمتيش خالص !! حصل حاجه معاهم و روحتي فين دلوقت أنا معايا نيرة أهوه زي مااتفقنا !!
أجابت بصوت متحشرج قليلا و هي تتحرك بالسيارة وتدلف من بوابة القصر 
و وصلت و التيم بعتلي رسالة أنهم على وصول عقبال مااطلع واشوف الجو إيه هيكونوا وصلوا قبل سامح خد بالك من نيرة ياكريم أنت عارف سامح ساامعني !!
سألها بدهشة بعد أن طمئنها على تواجد شقيقته بأمان معه 
مټخافيش ياسديم أنا اتأكدت إن محدش متابعنا و روحت على شغل بابا الأول عشان اشتت الانتباه وبعدها اتحركنا وعلى الطريق أهو بس مال صوتك أنت بخير !!
بخير !!! وهل يأتيها الخير منذ رحيل والدها بل منذ أن أصبحت تلك السيدة القاطنة بالأعلى هي صاحبة الأمر والنهي بأحوالها !!!!
ابتسمت ساخرة وهي تهبط من السيارة و تلتقط هاتفها تضعه فوق أذنها بعد أن أغلقت المكبر و أجابت باستنكار 
آه أنا بخير أوي ياكريم !
ظنها قلقة
بشأن رحيل شقيقتها و والدتها لذلك أجاب بلطف جاهلا ما حدث بينها وبين آسر معلش ياسديم أنت بتحاولي تصلحي غلطات مش بتاعتك و هتشوفي هترتاحي إزاي قي الآخر أنا فخور بيك و أكيد عمو دلوقت مبسوط باللي بتعمليه !!!
ما كان ينقصها سوى ذكر والدها الراحل بتلك اللحظة !!! رفعت أناملها تتحس القلادة حول عنقها بحزن شديد تحارب تجمع الدموع مرة أخرى داخل عينيها و أردفت وهو تواصل سيرها داخل الممر المؤدي لغرفة والدتها 
أنا هقفل عشان وصلت ياكريم ! مش هوصيك على نيرة تاني خد بالك منها أنا مش بثق غير فيك ياكريم !!
استمعت إلى إجابته متقلقيش نيرة في عنيا أنت عارفة هي غالية عليا إزاي !
تنهدت و أغلقت الهاتف تراقب الأجواء من حولها ثم أوقفت إحدى المعاونات التي تتحرك بالرواق و قالت بهدوء 
سامح مش موجود 
هزت الأخرى رأسها بالسلب و أردفت مبتسمة بتهذيب 
لأ و قالي أول ما حضرتك تيجي أبلغه !
عقدت حاجبيها حين وجدته على علم بقدومها و تنفست بهدوء تهز رأسها ببسمة مجاملة وتقول بلطف 
طيب أدخلي قولي للممرضة اللي جوا تخرج و تستنى تحت عشان احاسبها و بعدها ابقي بلغيه !
تحركت على الفور تلبي طلبها و سارت خلفها سديم بخطوات هادئة وكأنها تحاول كسب وقت لاستجماع شتات أمرها هي على موعد مع مواجهة شرسة إن حاولت والدتها مقاومتها فقط لتتمكن من إنهاء الأمر بسلام هنا ثم بعدها تتفرغ لمواجهة الخال المحتال !!!!
دلفت إلى الداخل و أغلقت الباب بإحكام ثم تحركت تجاه والدتها نبيلة التي راقبتها بأعين متسعة مشتاقة قابلتها نظرات خاوية من ابنتها بل هي نظرات ألم واضحة وقد ظهر بحديثها حين جلست فوق الفراش تثني ساقها أسفلها و تنظر مباشرة إليها هامسة ببسمة شاحبة دبت الړعب بقلب نبيلة خاصة بعد رؤية الاحتقار داخل عيني صغيرتها 
عاملة إيه بخير !
ظلت والدتها تراقبها بنظرات قلقة متوترة بعض الشيء بينما واصلت سديم و نكست رأسها حين شعرت أن عينيها على وشك خيانتها في تلك اللحظة تحديدا 
أصل أنا مش بخير !
هيفرق معاك و هتنامي بليل بعد معلومة زي دي عادي ! ولا هتقعدي قلقانة عليا ومش هتعرفي تنامي زي أي أم طبيعية بتحب بنتها !!
بدأت الدموع تجتمع داخل عينيها وارتعشت بوضوح تسألها بنبرة ساخرة بعد أن اقتربت بوجهها منها و رفعت رأسها تحدق داخل عيني والدتها الدامعة 
بالمناسبة صحيح هو أنت بتحبيني بفرق معاك و بوحشك وكدا ! ولا عادي تقعدي شهور مش بتشوفيني ولا تعرفي أنا فين عايشة أو مېتة مش هفرق كتير مش كدا 
سقطت دموع نبيلة وسارت عينيها فوق ملامح ابنتها تراقب شحوب وجهها بحزن و قد بدأ القلق يجوب قلبها على فلذة كبدها تستمع إلى كلماتها عاجزة عن الرد أو المواساة و قد لعنت عجزها بتلك اللحظة مئات المرات حيث منعها عن بث الطمأنينة داخل فتاتها التي تعاتبها پألم واضح و قد أتت اللحظة التي اړتعبت منها أعوام !!!
عقدت نبيلة حاجبيها و راقبت ابنتها و هي تعبث بحقيبتها وتخرج هاتفها تضبط معدل الصوت الخاص به ثم بدأ التسجيل الصوتي الذي علمت منه نيرة الحقيقة يتسلل إلى أذني والدتها لتستمع إلى حديث شقيقها معها منذ فترة قليلة يصدح من هاتف يخص ابنتها
ابنتها التي تنظر إليها الآن بنفور واضح داخل مقلتيها و ألم بالغ !!!
ازداد هطول دموعها و إن كانت عاجزة عن الحديث ومشاركة مشاعرها ومواستها المتأخرة لكنها ليست عاجزة عن التعبير بدموع عينيها و نظراتها التي صړخت بالألم لأجل فلذة كبدها و لأجل صمتها الإجباري و عجزها عن احتضانها بتلك اللحظة !!! كيف تخبرها أنها نادمة أشد الندم و إن عاد الزمان لن تفرط بها مرة أخرى بل أن تضحيتها بها أسوأ ما فعلته على مدار سنوات عمرها الفاني وأنها أخطأت !
ظهرت بسمة ساخرة فوق شفتي سديم و همست پألم حين طال العتاب الصامت
و النظرات المتبادلة بينهما 
نيرة عرفت كل دا !!!
اتسعت عينيها بړعب واضح مما دفع سديم إلى الضحك بقوة و عادت برأسها إلى الخلف تضع أناملها فوق و سألتها باستنكار واضح و الألم قد اشتدت داخل نبرتها لتخرج كلماتها پاختناق واضح 
إيه داا خۏفتي على صورتك في عينها !! طيب وأنا !!! مخوفتيش عليا !!!!
عقدت حاجبيها مرة أخرى و قد بدأت الشراسة تتمكن من نبرتها و تجاهلت السبب الرئيسي لتواجدها الآن مكملة 
لا بجد بتنامي بليل مرتاحة و أنت مش عارفة مكاني ! طيب أول مرة رمتيني لسامح ندمتي عليها و شوفت دا بعيني تاني مرة ليه قبلتي تيجي هنا !!!! ليه رجعتيني خۏفتي تخسري ايه تاني ! خسړتي صحتك و جوزك و بنتك ! و نيرة اللي كنت بحارب عشان أبعدها عن كل داا عرفت خلاص !!! نيرة اللي كانت بريئة لدرجة كنت بخاف عليها من نفسي عرضتيها لأصعب نظرات ممكن تواجهها نظرات بتقطع فيا لما بشوفها في عيون الناس بس أنا استحقها عشان أنا فعلا ڼصابة لكن هي ذنبها إيه !!! كل حاجه حواليك بقيت خړاب و أنا دلوقت مقدرش ألومك لوحدك لأني اتهزمت كنت شايلة ذنب بابا و ذنبك و شايفاني بټعذب قدامك و كل دا وهم !!! الفلوس كانت أهم مني عندك بجد أهم من بنتك !!!!!
لازالت عينيها تحارب الدموع التي تود الإڼفجار في شلالات لا تتوقف و قد خسړت المعركة حين أصرت القطرات على الاندفاع من مقلتيها و سارت فوق وجهها الجميل دون توقف لتتوتر أنفاس نبيلة وتظهر داخل عينيها نظرات رجاء وكأنها تطالب بصمتها !!! نظراتها تلك دفعتها إلى الجنون و شعرت أنها تود أيضا سړقة حقها المشروع بالصړاخ بها عن جريمتها الشنعاء في حقها لذلك لم تذعن إلى رغبتها الواضحة بتوقفها عن الحديث و بللت تواصل حديثها پقهر كانت تكتمه لأعوام و تخبئه عن الجميع لكن بتلك اللحظة و أمام منبع ألمها رفضت الصمت تلك المرة وسألتها 
عاوزاني أسكت مش كدا ! معلش بقا هضايقك واتكلم المرة دي ولا أقولك أنا ممكن أديك ملخص سريع عن اللي مش عايزة تسمعيه عارفة أنت حرمتيني من إيه ! عارفة استغليتي صلاحية امومتك إزاي ! في مراهقتي رمتيني لأخوك يعمل مني ڼصابة أما بقا في شبابي مقدرتش ارد على الراجل الوحيد اللي شاف سديم زي أي بنت من حقها تتحب ! بس كدا خلصت الحدوتة عجبتك !!!
طرقعت بأناملها و كأنها تذكرت شيئ ثم أكملت وهي ټضرب جبهتها بخفة 
لأ لأ استني احكيلك تفاصيل بقاا عشان تضحكي النهاردة في راجل قالي عاوز أوصل لقلبك ! تخيلي في واحد طموحه يوصل لقلب واحدة زيي لأ ومش أي راجل دا
راجل أنا بڼصب على عيلته وقع في حب شيطانة زيي !!! طيب بذمتك مش كلام يضحك ! عارفة أنا جسمي لحد دلوقت بيترعش ومقدرتش أبص في عينه حتى !!! لا مش مقدرتش أنا اټرعبت و جريت من قدامه كأني حرامية بالظبط أصل لو بصيت هقوله إيه أنا من ساعة ما بدأت أحس أنه قرب زيادة بقيت اتجنبه و ابعد و اهرب و اعمل مش فاهمة كلامه بس النهاردة هو جاب آخره و كان مستني مني رد تخيلي ! أصل مش معقول يحب واحدة ميعرفش عنها أي حاجة و أنا مكسوفة حتى أحكي عن اللي حصل عشان مصغرش نفسي في عين اللي حواليا أقول ازاي إن أمي وصلتني لكدا !!!!
تلاشت السخرية من نبرتها و بدأ الاستسلام يسيطر على كلماتها و عينيها لازالت تجوت ملامح أمها التي تغمض عينيها بندم بين حين و آخر و حين تفتحهما يطل الألم الممزوج بالندم على حالة جميلتها التي يرثى لها تجاهلت سديم نظراتها و بكائها و أكملت پاختناق 
أقوله إزاي إن قلبي اللي نفسه فيه دا باهت و لو فكر يقرب منه هيلاقيه أسود ليل من الضلمة أنا معرفتش أعمل إيه ولا أروح فين معرفتش أرد عليه و أقوله يبعد عني عشان لو عرف سديم الحقيقية هيكره اللحظة اللي فكر فيها يقرب منها أنا كل مااحاول أسامحك يطلعلي ۏجع جديد يفكرني إني جوا دايرة مقفولة وإني مهما لفيت مش هخرج من إطار محدد رسمتيه ليا منغير ما تعرفيني ! بأي حق تعملي فيا كدا !! أنا لو سامحتك على كل حاجه عملتيها عمري ماهسامحك على شعوري دلوقت عمري ماهسامحك إني شايفة نفسي مستحقش الحب زي أي بنت في سني !! مستحقش أغمض عيني وأنا مش خاېفة ومش شايلة هموم ومطمنة إن فيه حد جنبي !! الوحيد اللي بحس جنبه كدا مش هقدر أظلمه مع واحدة زيي والأسوأ مستحقش ابقا زي أي بنت في سني بتغلط و تتعلم من غلطها زي البشر عادي مش مجرد آلة عايشة عشان تنصب وتخدع في الناس رمتيني في چحيم مش بيخلص ووصمتيني بالعاړ ڠصب عني أنا بمۏت بقالي أيام عشان أقدر اخرجك من هنااا من المكان اللي فرضتيه علينا كلنا عشان ترتاحي ومتتعبيش لحظة واحدة عشان ولادك !
أمسكت يدها تضعها فوق موضع قلبها الذي ينتفض الآن من فرط ألمها و صاحت تحارب اختناق الحديث الذي تأخر كثيرا و كانت تنتظره منذ أعوام لتصرح عنه و الآن زاد الأمر سوء حين أنعش قلبها بنظراته و أعاد النبض إلى قلبها من جديد 
سامعة قلبي داااا !!! أنت خلتيني أتمنى كل يوم أنه يقف واخلص من الوحل اللي اترميت فيه والنهاردة بالذات اتمنيت المۏت مليون مرة عشان مش عارفة اتحكم فيه !!! متعيطيش عشان أنا مش عارفة اصدق دموعك دلوقت مش قادرة اصدق إن اللي لعبت بيا من كام سنة بټعيط على حالي دلوقت كنت مستنية إيه و أنت بتحوليني من ملاك لشيطان !!! كنت مستنية إيه و أنت بترميني لأخوك اللي خلاني كدا !! خليك عارفة إني مش هسامحك أبدا على حياتي دي و رغم إني جاية اخدك معايا ونمشي من هنا لكن أنا بعمل كدا عشان نيرة مش عشانك ولا عشاني حتى !
وقفت تنظر إليها بعدم تصديق قبل أن تهمس پألم و وهن 
أنا ازاي هونت عليك كداااا !!!
دا أنا مش هاين عليااا اسيبك لأخوك حتى و أمشي أنا وأختي !!! أنا بكره نفسي عشان ضعيفة معاك رغم قسوتك عليا !!!!
تحركت مسرعة من أمامها وغابت داخل المرحاض الخاص بالغرفة ثم خرجت و كأنها تبدلت بأخرى حيث استعادت نظراتها الراكدة و أمسكت المحارم الورقية تجفف وجهها الذي بللته بالمياه و هي تعبث بهاتفها ثم رفعته إلى أذنها تأمر أحدهم أن يصعد لها مسرعا تحركت تجاهها وهي تقول بجفاء 
الناس طالعة تجهزك بسرعة عشان نمشي من هنا وأنا هنزل اتفاهم مع أخوك أهو وصل !
قالت كلماتها وهي تراقب البوابة من زجاج النافذة ثم غادرت الغرفة تاركة إياها تراقب حركتها بعجز و لا أحد يدرك أن الأمر شديد القسۏة عليها و دمار ابنتيها هكذا غالي الثمن خاصة ألم قلب ابنتها إلى تلك الدرجة لقد أهلكت روح تلك الجميلة و صنعت منها آلة كما أخبرتها لقد تسببت بدمار عائلتها و قټلت مستقبل ابنتها و عرفت ابنتها الأخرى أنها الفاعلة !!!!!
داهمتها الذكريات و مر عليها جميع مواقفها مع صغيرتيها كانت حياتها رائعة لكنها انهزمت أمام أول أزمة حقيقية و كانت الټضحية سبيلها الوحيد هكذا فعلت أمها هي أيضا حين تركتها صغيرة مع أخيها سامح و شقيقتها التي تزوجت و توفت بعد ثلاث أعوام من زواجها و إنجاب صغيرها و انقطعت الأخبار بعدها أما شقيقها لم يهتم لأحد سوى نفسه و مصالحه الخاصة إلى أن قابلت والد ابنتيها الرجل الرائع الذي أحبها دون شروط و حاول
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 56 صفحات