الإثنين 25 نوفمبر 2024

أغلال الروح شيماء الجندي

انت في الصفحة 30 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

مدافعة عن نفسها بعفوية تشير إلى جهاز المراقبة 
أنا شوفتك قبل ماافتح ! 
اعتاد تلك الطريقة منها حين تصل إلى أقصى مراحل توترها تتهرب بعينيها و تنظر بعيدا عنه محاولة السيطرة على مشاعرها ليتقدم خطوة منها و ارتسمت بسمة عابثة فوق شفتيه و يهمس لها بمكر 
يعني لو كان حد غيري مكنتيش هتفتحي كدا 
أشار بعينيه إلى جسدها و تراجعت إلى الخلف خطوة تهز رأسها بالسلب ثم هبطت عينيها إلى في محاولة يائسة بالهرب من نظراته وليتها لم تفعل لقد ڤضحت توترها حين رفعت يدها إلى خصلاتها تعبث بها و تنظر حولها باحثة عن مهرب لكنه أدرك نواياها و.
إيه ياآسر دا اوعاا من فض ..
لم تكتمل جملتها حيث 
خاڤت أن تتوتر مرة أخرى وقبضت على يده تدفعها بعيدا عنها لكنها توقفت حين تأوه عاقدا حاجبيه و أفلت يده ينظر إلى الچرح الذي حدث حين حطم الزجاج أثناء غضبه أغمض عينيه بإجهاد حين تذكر غرضه الرئيسي من تواجده هنا و أردف بصوت أجش وهو يتجه إلى الأريكة 
مكنتش عارف أروح فين !
تعلقت عينيها بچرح يده و رغم صډمتها مما فعله منذ لحظات لكنها الآن متوترة من رؤية جرحه بل و اقشعر بدنها حين أدركت أنها ضغطت عليه بيدها دون قصد توجهت إلى المرحاض و أحضرت صندوق الإسعافات ثم عادت بخطوات سريعة تجلس فوق الأريكة بجانبه و تنظر بطرف عينيها إليه و قد ألقى رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه يجلس باسترخاء أو إجهاد يرتسم على ملامحه !
تنهدت بضيق من جهلها ما يحدث داخلها و بدأت تضع المطهر فوق القطن ثم اعتدلت تمد يدها إلى يده تقبض على رسغه بخفة وحذر و قد فتح عينيه واعتدل يراقب بمشاعر متضاربة شاردا بلمساتها الخفيفة فوق يده و قد أردفت متسائلة بتردد ملحوظ و هي تلف حول يده الرباط الطبي الخفيف 
أنت كنت بتتخانق !
ابتسم حين وجدها تتظاهر بالإنشغال بيده متجنبة النظر داخل عينيه و ترفع خصلاتها خلف أذنها 
يهمك تعرفي 
أنهت ماتفعله و بدأت تجمع محتوياتها الصندوق قائلة بحدة حين بدأت تدرك ما يحدث حولها بل و أنها أيضا تشاركه بسؤالها عما يمر به 
لأ ميهمنيش و تستاهل اللي حصلك !
حتى لو حصلي كدا بسببك !
أوعى يا آسر سيبني مينفعش كدااا ياتقول حصل كدا إزاي بجد يابلاش !!
بس أنا بتكلم بجد !
توقفت عن حركتها و سألته بدهشة حين قرأت الصدق داخل مقلتيه
مش فاهمة بسببي إزاي يعني 
زفر بضيق شديد ونظر بعيدا عنها بنقطة وهمية محاولا انتقاء كلماته بعناية خشية أن يصل إليها شعور نفور والده منها لكن ما بها إن مارس خدعة صغيرة معها !!! حارب البسمة التي كادت تظهر فوق ملامحه و استبدلها بنظرات يشوبها التوتر قائلا بندم مصطنع 
سديم أنا معرفتش أقول لعيلتي سبب جوازنا الحقيقي لأن هما لحد دلوقت شايفين أميرة ضحېة و محدش يعرف حاجة عن موضوع خالك !
صمتت تنظر إليه بتساؤل يشوبه قلق من نظراته المتوترة النادمة و كأنه طفل صغير أخطأ و يخشى قص الحقيقة على والدته ازدردت رمقها و همست حين طال صمته هو أيضا 
أومال قولت إيه 
أجابها بأسف قولتلهم أننا اتجوزنا بس منغير إضافات و هما اندهشوا من وجودك هنا لوحدك وعندهم حق أكيد عشان كدا قولتلهم إني أنا اللي طلبت منك كدا و إني هقعد معاك لحد ماتهدي و تيجي معايا !
رمشت عدة مرات و بللت تسأله ببلاهة تقعد هنا فين 
سيطر على بسمته بصعوبة حين وجد الصدمة دفعتها إلى الذهول وشبه ألجمت مارد ڠضبها و أجابها باستنكار واضح 
هيكون فين ياسديم أكيد هنا !!
ضيقت عينيها و كررت حديثه هامسة له بهدوء مريب 
أمممم يعني أنت قولت لعيلتك إنك جاي تقعد معايا و هما قالولك اتفضل ياحبيب قلبي روح و كمان هاتها معاك و أنت جاي مش كدا ياآسر !!!
مال برأسه و أغمض عين واحدة مجيبا بحذر طفيف 
هو مش كدا بالظبط يعني بس دا اللي حصل !
عقدت حاجبيها و انتفضت بجسدها تدفعه عنها پغضب مفاجئ وفور أن استقامت واقفة بعيدا عنه أردفت برفض قاطع 
أنت فاكرني هبلة هصدق الكلام دا ياآسر دي عيلتك لو طالت تفجرني مش هتتأخر عن دا !!! دا أنا قولت ليوسف بالحرف إني تعمدت استغلهم لما سمعت عن قصة بنتهم دا غير عمك و هنروح لبعيد ليه أبوك نفسه لو شافني داخله عليه بقوله هاي يا أونكل أنا اتجوزت ابنكم مش بعيد يخليه آخر يوم في عمري بلاش شايف الچرح اللي في إيدك من مجرد نقاش معاهم !!! عاوزني أصدق أنهم سكتوا ليك و مرحبين بياا !!! لأ يا آسر مش هاجي و مش هقرب من بيتكم تاني ! و كلها كام يوم نروح نطلق و خلصنا خلاص !
ظل محله يحدق بها بصمت دام للحظات قبل أن تظهر بسمة صغيرة فوق شفتيه و يستقيم واقفا يحدق بملامحها المشټعلة و المصډومة من رد فعله الغريب و بدأت تتراجع إلى الخلف بتوتر مع كل خطوة يتحركها تجاهها و قد احتلت بسمته الوسيمة وجهه حين رفعت إصبعها بتحذير و أكملت پغضب 
آسر متحاولش تقرب مني أو تلمسني تااني أنا سكتلك من شوية عشان فاجئتني باللي عملته لكن غير كدا ه..آآ
بس كدا !
عقدت حاجبيها و أردفت بتوتر حين بدأ قربه ېحطم حواجزها الواهية يعني إيه 
يعني دي كل أسباب رفضك ! عبارة عن عيلتي مش رفض تقعدي معايا أنا يعني لو ضمنتلك محدش يقرب منك !
عقدت حاجبيها حين راجعت أسبابها التي ذكرتها منذ قليل داخل عقلها ووجدت أنها أفصحت دون قصد عن مخاوفها الحقيقية و همست داخلها بعجب ساخرة من حالها هل يظن أنه ضمن مخاوفها وهي لا تهاب سوى شعور الأمان الذي يحاوطها به لأنها على يقين أنه غير
دائم وهاهي عائلته تؤكد ظنونها تنهدت و أجابت بحزن و هي تنكس رأسها متجنبة النظر داخل عينيه 
أنا مش خاېفة على نفسي ياآسر أنا بعرف اجيب حقي بس مقدرش أورط نيرة معايا من جديد أنا خۏفي كله عليها و مش هعرف اسيبها لعيلتك أنت شوفت بعينك هي مش حمل كل اللي بيحصل حوالينا !!
رفعت يدها إلى صدره تحاول دفعه عنها لكنه رفض و مد أنامله إلى ذقنها يرفعها إليه محدقا داخل عينيها متسائلا بترقب 
و أنت !
ازدردت رمقها بتوتر طفيف و زفرت أنفاسها بإنهاك هامسة له پألم اخترق قلبه 
أنا مش حمل حرب خسرانة ياآسر !
أبعدت يده عنه بهدوء و استسلم لها تلك المرة حين أزاحت جسده بعيدا عنها ينظر إلى أثرها پألم حين رأى تلك النظرات داخل عينيها وشعر أن إجباره لها بتلك الفترة على العودة معه ماهو إلا ظلم عظيم لها لقد واصلت الحړب دون هدنة و أبسط حقوقها أن تنعم بسلام و أمان ولكن بين هو !!
ومهما طالت حروبي تهزمني فطرتي البشرية الراغبة في السلام فالحړب لاتجلب سلام ياسيدي بل دعني أخبرك أن كثرة صراعاتي جلبت الخړاب إلى روحي المحاربة !!!
قبض على يدها قبل أن تفر من أمامه و أردف بعناد 
خلاص يبقا هقعد أنا مع مراتي لحد مانشوف هيحصل إيه !!
رأى الإعتراض داخل عينيها ليسرع متعمدا التلاعب على شعورها بالذنب تجاهه 
ماهو أنا معنديش أسباب رجوع و لو رجعت لوحدي دلوقت مش بعيد أخسر عيلتي للأبد يرضيك 
زفرت بملل و همست بتردد خشية أن يظن أنها اتخذته وسيلة للحصول على شقيقتها و انتهى الأمر بخسارة عائلته لأجلها !!! 
يا آسر مش هينفع من فضلك امشي بقا أنا عاوزة أنام أصلا !
رفع حاجبه باستنكار ولكنه ابتسم فجأة قائلا بعبث 
أنا شايف إننا ناخد رأي نيرة !!
عقدت حاجبيها تنظر خلفها إلى ما ينظر إليه لتجد شقيقتها تقف محلها بوجه يحمل معالم النعاس تفرك عينيها بكسل وتسأله بصوت متحشرج رقيق تاخدوا رأيي في إيه !
اتسعت عيني سديم و نظرت إليه بتحذير لكنه أردف بخبث وهو على يقين أنها لم تقص حقيقة زواجها على شقيقتها 
مفيش يانيرة أختك مش راضية تيجي تعيش معايا و بتتحجج بيك بتقول إنك رافضة و مش عايزاها تقعد معايا !
حاولت تصحيح كلماته حين ورطها و قالت و هي تنظر إلى شقيقتها برجاء ألا تخذلها 
أنا قولت نيرة مش هتوافق تقعد في مكان تاني !
أخطأت نيرة فهم نظرات شقيقتها و خشت أن تتسبب بإعاقة سعادتها والتي رأتها بعينيها حين تصبح بجانب هذا الرجل الذي أنقذهن من براثن الخال المحتال لذلك أردفت برغبة واضحة 
لأ أنا موافقة !!!
اتسعت عيني سديم بينما ظهرت بسمة انتصار على شفتيه و رفع حاجبه
واضح إني هتفاهم مع نيرة أوي بعد كدا !!
الفصل العشرون شيطان ! 
أمر العودة إلى هذا المكان هو آخر ما كان يخطر على عقلها بل لم تتخيل أن عودتها سوف تحدث بتلك السرعة وقد تبدل دورها تلك المرة من المحتالة التي خدعت أفراد العائلة إلى زوجة الحفيد الأكبر !!!
لاحظ آسر توترها منذ أن دلفت إلى المنزل و لكنه قرر ترك الأمر قليلا إلى أن تهدأ ثورتها الداخلية تجاهه و فضل إرشاد شقيقتها نيرة إلى الغرفة الخاصة بها متعمدا اختيار الغرفة الأبعد من المنزل بل و الأكبر بعد غرفته الخاصة !!!
جلست سديم فوق الأريكة تنتظره بهدوء خارجي بينما داخلها يشتعل من فرط ڠضبها و توترها و رفضها جميع الأحداث التي تدور حولها تنهدت وعادت إلى الخلف بجسدها و شعورها التشتت و الرهبة قد تملك منها حيث وقعت أسيرة بين قوانين العقل و المنطق و التي أصبحت عاجزة عن التحكم بها !!! رغم إصراره بعد موافقة شقيقتها بالإنتقال معها فقط لكن عليها أن تعترف وعقلها يخبرها أنها أخطأت باختيار الزمان و المكان وعلى هذا الحال منذ ساعتين وأكثر بل طوال الطريق صامته تستمع إلى أحاديث شقيقتها الرقيقة بين حين و آخر الموجهة إلى آسر أما هي اختارت الصمت و الشرود بالمستقبل القريب و طريقة استقبال شقيقتها بين تلك العائلة هي قادرة على الصمود لكن نيرة بالغة الرقة و اللطف لن تتحمل لكن تطايرت مخاوفها حين وجدت المنزل هادئ و رغم الرفض الواضح بفعلتهم لكنها سعيدة لعدم تعرض شقيقتها إلى نظراتهم السامة !!!! زفرت أنفاسها بصوت مسموع و وضعت يدها فوق قلبها تهمس بحزن شديد 
همشي وراك لحد ما أضيع أنت مش قد الحياة الوردية اللي بترسمها دي !!!
عقدت حاجبيها و رفعت يدها تجمع خصلاتها و هي تراقب عودة شقيقتها تردف مبتسمة غافلة أن آسر خلفها مباشرة 
سديم ليه و إحنا بنجهز الهدوم قولتي إنك مش عاوزة تيجي هنا عشان البيت كئيب بالعكس أوضتي جميلة أوي !
اتسعت عينيها حين صاح مستنكرا من خلفها 
بيتي أنااا كئيب !!!!
أغمضت سديم عينيها ټلعن ثرثرة شقيقتها العفوية أمام هذا الرجل تحديدا و كادت تتحدث لكن قاطع كلماتها الطرقات المتكررة بقوة فوق باب المنزل أعلنت ملامح نيرة عن توترها و اختفت بسمتها تتجه إلى شقيقتها و تقف بجانبها بينما تحرك آسر تجاه الباب و فتحه پغضب أسفل نظراتها الهادئة و التي ثبتت فوق ملامح والده المحقرة من شأنها مجرد أن دلف إلى الداخل وحدد مكانها بعينيه و نظراته المكللة بالنفور تتراقص فوق ملامحها كأنه يتعرف عليها لأول مرة شعرت أن عينيه على وشك الإنتقال إلى شقيقتها لذلك همست لها بهدوء 
أدخلي يانيرة رتبي حاجتك لحد ما أحصلك !
هزت رأسها و تحركت على الفور مبتعدة عن المكان دون نقاش حيث أغضبتها نظرات هذا الرجل و لاحظت إنقاذ شقيقتها المتعمدة لها لكنها أيضا تخشى أن يمسها سوء وتوقف عقلها عند تلك الفكرة لتتسمر قدميها عند الممر الخاص بالغرف و تقف في زاوية بعيدة عن النظرات حتى تتمكن من مراقبة مايحدث تجاه شقيقتها الجميلة و بالفعل بدأ هذا الرجل الذي أكل الشيب معظم خصلاته الحديث ساخرا من شقيقتها وقال 
معلش بقا هضايق عروستك شوية بس أنا قولت أجي اتطمن
عليك و أشوفك عاملة إيه بعد ۏفاة الوالدة 
خرج صوت آسر الحاد من بين شفتيه و كأنه يزمجر پغضب و وضحت النبرة التحذيرية داخل كلماته حيث أردف مدافعا عنها 
بلاش يابابا عشان فيها خسارتي هي مش محتاجة حد يتطمن عليها !
لكن تعمد رأفت الابتسام بهدوء مردفا ببراءة و دهشة 
أخسرك عشان عاوز اتطمن على مراتك يابني مش أنت ابني وأنا من حقي أتطمن عليكم يعني معروف إن الجواز دا مشاركة في كل حاجة و أنت هتتأثر أكيد بنفسية مراتك !
ثم توجه إلى المقعد وجلس يضع ساق فوق الأخرى مكملا بسخرية لاذعة متعمدا توجيه كلماته المبطنة بالقسۏة تجاهها 
بس خد بالك و أنت بتتشارك معاها أو تاخد كل طباعها اصحي ألاقيك بتنصب بقا !! 
وكأنها تشاهد مسرحية هزلية و رغم أن زوجها كان على وشك الحديث لكن دخول سليم بخطوات أشبه بالركض و هو يقول موجها حديثه إلى رأفت محاولا استيعاب الموقف قد أنهت الأمر 
عمي رأفت جدتي عاوزاك دلوقت حالا !
أنقذ الموقف و استقام رأفت عاقدا حاجبيه بقلق متسائلا بدهشة عن السبب و هو يسرع مع سليم إلى الخارج بينما أمسك هو الباب ينظر إليها بأسف للحظات معدودة متراجعا فجأة عن إغلاقه و كاد يتجه خلفهم فأدركت أنه على وشك مشاحنة جديدة مع والده لأجلها لتتجه إليه وتقف في مواجهته قائلة بنبرة هادئة و نظرات راكدة 
سيبه لحد ما يهدا دي مش طريقة تفاهم دا غير إنها كلها أيام و كل دا يخلص مفيش داعي تخسروا بعض !
لم تنتظر الرد الواضح لها داخل عينيه المستنكرة بل فرت إلى الداخل و خناجر نظرات و كلمات والده تطعن قلبها بلا هوادة كانت على يقين أنها سوف تقابل تلك الأفعال بل والأسوأ منها و لكن حين رأت بعينيها الأمر أصبح أشد ألما لروحها و كأن أغلال ذنوبها لن تتركها و ها هو والده يتمكن من وأد تلك النبضة التي أنعشت قلبها منذ ساعات وهمس عقلها الذي استعاد توازنه أن والده على صواب مهما فعلت وتغيرت و تبدلت إلى أخرى لن تتمكن من محو حقيقة ماضيها الذي يلاحقها أنها هي المحتالة !!!
تحركت نيرة إلى غرفتها
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 56 صفحات