بقلم شاهندة
رحمة رحمة اللى داست على شرفنا ومرمغته فى الوحل ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏت هشام
قاطعته رحمة قائلة بحدة
من فضلك لغاية كدة وكفاية أنا مسمحلكش
إقترب منها يحيي يقول بصوت كالفحيح
بتقولى إيهتسمحيلىطب لعلمك بقى تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر أقول اللى أنا عايزه فى بيتى يا
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا
رفعت رحمة
رأسها قائلة بإباء
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد أنا ماشية من بيتك يا
لتستطرد بسخرية قائلة
يايحيي بيه
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول
رحمة إستنى متمشيش
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة موافقة على طلبى ولا لأ
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيي الذى يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة
قالت راوية بإصرار
لأ وقته أنا عايزة أعرف حالا موافقة تتجوزى يحيي بعد ماأموت وتربوا هاشم فى ولا لسة رافضة
إتسعت عينا رحمة پصدمة وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها فى حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيي من صډمته ويقول پغضب
إنتى بتقولى إيه ياراوية إنتى اكيد إتجننتى
بالعكس أنا عقلت مواجهتى للمۏت خلتنى أفكر بعقلى مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى
فى تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون يدرك يحيي فى غيرة وڠضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيي يقول بحدة موجها حديثه لراوية
أدمعت عينا راوية قائلة
أنا حاسة بالمۏت قريب منى أوى مبقاش فيه وقت خلاص واللى بعملوا ده عشان خاطرك وخاطر هاشم ولازم تعرفوا إن دى رغبتى الأخيرة ومش هسمح لحد فيكوا يرفضها مفهوم
متقوليش كدة قلتلك إنتى هتعيشى مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى
خرجت راوية من محيط ذراعي رحمة وهي تمسك يد رحمة بقوة تغالب بها ضعفها قائلة بحزن
مش بإيدك ولا بإيدى ولا حتى بإيد يحيي ده قدر المهم دلوقتى إنى لازم أسمع موافقتكم
قال يحيي بحدة
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة
أنا كمان مستحيل هوافق
زفرت راوية فى يأس قائلة
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيي
قاطعتها رحمة قائلة فى صدمة
إستنى يا راوية
نظرت إليها راوية قائلة فى هدوء
أستنى إيه يارحمة
قالت رحمة فى يأس
أنا أنا موافقة
نظر إليها يحيي پصدمة يدرك أنها وافقت على الزواج منه بعد رفضها القاطع منذ قليل والذى مزق قلبه ولكن الڠضب الكامن
فى نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة
وإنت يايحييلسة رافض
قال يحيي پغضب
إنتوا اكيد إتجننتوا وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو مش موااافق
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة
التى أغروقت عيناها بالدموع قائلة
هيوافق أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة أما يحيي فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه
نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج
أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى
على إنى أوافق ياراواية إنتى بترتكبى اكبر غلطة فى حقنا كلنا وبكرة أفكرك
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل أن تقول بهمس
مبقاش فيه بكرة يا رحمة أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان قبل فوات الأوان وصدقينى بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح وساعتها
نظرت إلى السماء قائلة
ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد بأنها تفعل الصواب
مررت بشرى أظافرها الطويلة المطلية باللون الأحمر القانى على مجدى المتمدد بجوارها ر لتأخذ بأصابعها تلك السېجارة وتضعها بين شفتيها تأخذ منها نفسا عميقا ثم تطلقه لتضعها مجددا لمجدى ليقول بلهجة ثقيلة ممطوطة
إنتى ماشية بسرعة كدة
توقفت بشرى عن عقد أزرار بلوزتها القطنية وهي تنظر إليه قائلة
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت ولازم أكون فى البيت
نهض من السرير يقترب منها وهو يقول
قلتيلى بس الساعة لسة ٨ مستعجلة ليه بس على حړق الډم
والله إنت فايق ورايق يامجدى وأنا مش رايقالك خالص إبعد بقى خلينى ألبس وأمشى أنا روحى بقت فى مناخيرى
أمسك مجدى بيديها آخذا إياها إلى يجلسها قائلا
إهدى بس ياحبيبتى أنا مش قلتلك متتعصبيش
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
متعصبش إزاي بس إنت نسيت انا قلتلك إيه جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى رجالة وفلوس عيلة الشناوي وأنا هطلع من المولد بلا حمص
أشار إلى عقلها قائلا
وده راح فينزي مادبرتيلها بيه مصېبة قبل كدة تدبريلها مصېبة من تانى
زفرت قائلة
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن
عقد مجدى حاجبيه قائلا
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها كان يعنى مفيش خوف منها دلوقتى
نظرت بشرى إليه قائلة فى حقد
مراد فعلا سلمة لفلوس عيلة الشناوي بس مجرد ما عرفت إنه كان بيحبها خفت إنت متعرفش رحمة وتأثيرها هالة البراءة اللى حواليها واللى بتشدك ليها زي السحر مش كفاية يحيي بيحبها عشان تاخد مركزها وقوتها جوة العيلة دلوقتى
مراد كمان
صعد مجدى يمسد لها كتفيها قائلا بنعومة
يحيي مبقاش يحبها بعد اللى حصل زمان ولو لسة فيه رماد فاضل من حبهم إحنا هنزيحه خالص ونمحيه أما مراد فإشغليه خليه ميشوفش غيرك هو انا برده اللى هقولك تعملى إيه عشان تكسبيه بس متزوديش العيار عشان بغير
ليصمت لثانية يهدئ مشاعر الغيرة بداخله ثم يستطرد قائلا
صدقينى يابشرى عمر ما رحمة هتكون أد ذكاءك وجمالك لو آمنتى بده بسهولة هتغلبيها
موافقة إبتسم مجدى
الفصل الخامس
جلست رحمة على سريرها تضم ركبتيها إلى صدرها بيديها وتسيل دموعها على وجنتيها كدماء سالت من چروح عميقة بروحها مؤلمة حقا ومزهقة لأنفاسها لا تدرى كيف وافقت على طلب أختها كيف ستستطيع تلبية رغبتها الأخيرة كيف ستصبح لهذا الرجل الذى ما تمنت يوما غيره والتى أيضا أدركت منذ زمن بعيد أنها لن تستطيع أن تكون له كيف
نهضت من مكانها تدرك أنها لن تستطيع الحصول على الراحة هنا فى تلك الحجرة لتخرج منها باحثة عن الراحة فى مكان آخر مكان لم تكن تحلم بالتواجد فيه ولكن ها هي متجهة إليه وبكل حزم
دلفت بشرى إلى حجرتها بعد أن وجدت المنزل ساكنا على غير عادته فى مثل هذا الوقت إنتابتها الحيرة تتساءل عن مكان وجود الجميع وكيف كان لقاء زوجها برحمة ورحمة براوية وإلى متى تنوى رحمة المكوث هنا أم أنها تنوى المكوث طويلاأسئلة وأفكار عديدة راودتها ولكنها كانت مرهقة للغاية فتركت أفكارها جانبا ربما فى الصباح تعرف إجابات تلك الأسئلة فكل ماتحتاجه الآن هو حمام دافئ وساعات طويلة من النوم كي تستعيد نشاطها مجددا وتنجلى أفكارها لتدبر لتلك الرحمة مصېبة تليق بها
أضاءت نور الحجرة لتنتفض وهي تجد مراد جالسا فى هذا الركن البعيد ينظر إليها بملامح جامدة لتبتلع ريقها وهي تقترب منه قائلة
خضتنى يامراد إيه اللى مقعدك فى الضلمة كدة
لم يجيبها مراد وإنما سألها بدوره قائلا
كنتى فين يابشرى
قالت بشرى بإرتباك
هكون فين يعنى كنت كنت عند صفاء أنا والشلة حفلة بنات كدة ع السريع خلصتها وجيت
قال مراد ببرود
ومقلتليش ليه
إقتربت بشرى منه قائلة
إتصلت بيك وتليفونك كان مغلق
نهض مراد قائلا بحدة
يبقى متخرجيش المفروض إنى لازم أعرف مراتى خارجة فين قبل ما تخرج من البيت وياأوافق ياموافقش مفهوم
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار
إيه الكلام اللى انت بتقوله ده يا مراد ومن إمتى الكلام ده هامن أول جوازنا وأنا بخرج ومبقولكش وانت مبتعترضش ومبتهتمش أصلا
اقترب منها مراد قائلا فى برود
من النهاردة ياستى ههتم وهعترض من النهاردة ممنوع تخرجى من غير إذنى كان منظرى وحش اوى أدام يحيي وأنا مش عارف مراتى فين
رفعت بشرى حاجبها الأيسر وهي تقول بسخرية
يحيي قلتلى بقى الموضوع فيه أخوك الكبير ومنظرك أدامه وأنا اللى قلت جوزى فجأة بقى مهتم بية وعايز يعرف بروح فين وبعمل إيه
أحس مراد لثوانى بالإرتباك فبالفعل سؤاله عن مكان وجودها
ما جاء سوى من تنبيه أخيه عليه وشعوره انه مقصر فى حياته الزوجية أما فى الحقيقة فهو لا يهتم ببشرى أبدا ولا يود أن يعرف شيئا عنها فهي بالنسبة إليه مجرد زوجة أجبر عليها
ولم تستطع أن تكسب قلبه بسبب عنجهيتها وتصرفاتها البغيضة
ليفقد أي إهتمام بها كإمرأة رغم جمالها الرائع والذى يحسده عليه الجميع فلم يشعر معها بتسارع دقات قلبه مثل هذا الذى حدث معه منذ قليل عندما ضم رحمة إلى صدره ولم يشعر معها بالراحة كما يشعر مع شروق
لا يدرى لما اقټحمت صورة شروق مخيلته الآن لينفض تلك الصورة وهو ينتبه إلى كلمات بشرى التالية وهي تقول
متحاولش تتعب نفسك وتدور على كلام تبرر بيه موقفك وبصراحة انا تعبانة ومش حمل مجادلة معاك وعايزة آخد شاور وأنام بعد إذنك
تجاوزته ليعيدها إلى مكانها أمامه كاد أن تقع فإستندت إليه تخشى السقوط ليدعمها بيديه فتحت عينيها بقوة وهي ټشتم رائحة نسائية تعرفها جيدا وتكرهها فى آن واحد فهي تذكرها بصاحبتها التى تكرهها بدورها وبشدة تبا إنها تقليدية للغاية تلك الرحمة حتى عطرها مازالت تحتفظ به ولم تغيره ولكن ما الذى أتى به على ملابس زوجها لتنتفض مبتعدة عنه وهي تقول بحدة
إيه الريحة دىفهمنى جتلك منين
عقد مراد حاجبيه قائلا بحيرة
ريحة إيه
قالت بشرى بحدة وهي تشير بإصبعها قائلة
ريحة البرفيوم الحريمى دى
أحس مراد بالإرتباك لثوانى وهو يدرك أنها