الأحد 24 نوفمبر 2024

أغلال الروح شيماء الجندي

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

تحاول بيأس إبعاده عنها ليزفر أنفاسه عاقدا حاجبيه يقول بعبث
استفادتي إيه بقا من هروبك مني 
ضيقت عينها و صاحت به غاضبة حين اكتشفت أنه كان يتلاعب بها و تصرف بتلك الكريقة داخل مكتب ابن عمه عن عمد
أنت كنت قاصد اللي عملته دا عشان اجيلك لحد عندك 
رفع حاجبه مرددا بدهشة و ظهرت بسمة ملتوية فوق شفتيه
طيب ما أنا لما بحتاجك بجيلك و لما حسيتك متضايقة الفترة اللي فاتت مكنتش بقرب منك فين المشكلة 
صمتت تحدق بعينيه فقط و عقلها يهمس لها أن تخبره تفاصيل تجنبها له و تصرخ به الآن أنه أصل الکاړثة والمشكلة و أن ابتعادها عنه لا تفسير له لديها سوى أنها تخشى تلك الهالة المحيطة به بل و تتوتر بتواجده برغم هذا الدفئ الغريب داخل أحضانه بل وتقاوم لذة هذا الشعور كيف تخبره أنها اعتادت عدم الاعتياد خاصة الأشخاص و هو يكاد يخرق القاعدة بل يدمرها حيث كانت صورته تتراقص داخل مخيلتها و أحلامها أيظنها تكره هذا القرب لذلك تبتعد عنه خرج الحديث من شفتيها بعدما طال صمتها وتحديقها به و قالت بجمود
المشكلة إني مش بحب أكون معاك و بتضايق من تصرفاتك دي 
عقد حاجبيه و سألها بترقب و كأنه يحاول التأكد من إھانتها المبطنة و إتهامه بتواجده معها دون رغبتها
بس أنا مشوفتش دا مع سليم من شوية 
ركدت نظراتها و اختفت لمعة عينيها حين أجابت بنبرة حادة قليلا
سليم مش بيجبرني أكون معاه وبيحترم حدودي 
حل يده عن خصرها و تركها بهدوء يعود خطوة إلى الخلف و يقول بجفاء احتل نبرته بلحظات
تمام اتفضلي 
أشار بيده إلى الباب و تجنب النظر إليها بل خفض يده و سار بخطوات ثابتة تجاه مكتبه وقد خرجت بخطوات سريعة من فرط حرجها و رغم صډمتها من طريقته الغريية و أسلوبه هذه المرة لكنها تمنت أن يخرج ما بجعبته و يخبرها عن سر صمته و صبره الغريب عليها منذ ما يقرب الشهر و النصف شهر و هو صامت يتركها تتعامل مع عائلته كأنها بالفعل أحد أفرادها لقد ظنت أنه سوف ېصرخ بوجهها أن سليم يفعل هذا لأنه يجهل حقيقتها وأنها مجرد محتالة مثلما يقول دائما عنها لكنه فاجئها و تركها وشأنها مثلما أرادت 
دلفت إلى غرفة مكتبها و جلست فوق الأريكة التي تواجه زجاج غرفته و لازالت داخل حلقة شرودها من فعلته و دهشتها من اهتمامها الغريب برد فعله منذ متى و سديم تبالي هكذا أيقظها صوت الهاتف الذي ارتفع فجأة و عادت إلى طبيعتها حين نظرت إلى الرقم الذي شوه شاشة هاتفها و كأنه وصمه بالعاړ ثم تنهدت بهدوء تجيب ببرود
خير ياسامح مش قولتلك متتصلش في أي وقت 
صمت تستمع إلى صوته الغاضب يقول بحدة واضحة
أنت سحبتي النهاردة الصبح تاني يااسديم 
عقدت حاجبيها وقالت بسخرية
قصدك على فلوسي آه سحبتها هو فيه مشكلة ولا إيه مش دا تعبي برضه و بقالك سنين بتقولي إحنا واحد 
أجابها پغضب
ولما إحنا واحد بقالك شهرين بتسحبي كل المبالغ الضخمة دي ليه ياسديم دي ثروة 
استقامت واقفة تنظر إلى چرح أذنها الصغير بالمرآة والذي لطخته الډماء قليلا ثم سحبت محارمها الورقية من العلبة أمامها و مسحت تلك القطرات تلقي مابيدها داخل سلة المهملات و هي تردف بهدوء متعمدة إثارة غضبه مش شايفة أي مشكلة إني أخد حقي و تعبي يعني و بعدين مش قولتلك إني هاخد فلوسي الفترة الجاية ولا أنت نسيت الثروة تروح وتيجي ياسامح لكن أنا لو روحت مش هاجي 
كانت نبرتها التحذيرية صريحة للغاية معه و أغلقت الهاتف ولم تنتظر رد فعله حيث لفت انتباهها حركته داخل الغرفة من خلال الزجاج و كأنه يجمع متعلقاته ويرحل 
لا تعلم لماذا غادرت غرفتها مسرعة تتجه إليه و بالفعل وجدته عند المصعد و كاد يضغط عليه لكنها أمسكت يده و توقفت محلها تحدق به بتوتر و هو ينظر إليها عاقدا حاجبيه بدهشة ثم نظر إلي يدها التي تقبض على أنامله و انتظر حديثها لكنها تركت يده فجأة وقالت بتوتر
أنت هتمشي 
لم يتحدث بل رفع يده يضغط فوق زر استدعاء المصعد و هو ينظر أمامه متجاهلا تواجدها و قد احرجها بفعلته لكن كلماتها لازالت تصول وتجول بعقله و رؤيتها الآن تجعله أكثر ڠضبا و شراسة معها و هو يتجنب أفعاله البربرية معها بالنهاية هي فتاة 
وقفت محلها بتوتر خاصة حين أعلن المصعد عن وصوله و فتح الباب بانتظار دخوله وبالفعل دلف إلى الداخل و دون تفكير أسرعت هي خلفه و ابتسمت حين وجدت أن متعلقاتها معها حيث أن حقيبتها العصرية الصغيرة للغاية علقتها بشكل جانبي من جهة كتفها الأيسر إلى خصرها من الجهة اليمنى و هاتفها بين أناملها لكن إلى أين تذهب معه و لماذا تقف من الأساس هنا بجانبه بل لماذا قفزت داخل المصعد معه من الأساس لا تعلم فقط كل ما تعلمه أنها أفسدت أمر ما معه و يجب عليها إصلاحه 
خرج من المصعد و لازال يتجاهل تواجدها كأنه بمفرده و توجه إلى المرأب حيث تتواجد سيارته ثم دلف إليها و هي تتبعه بصمت تام 
جلست بجانبه تنتظر إقلاعه لكنه عقد حاجبيه وخرج عن صمته يسألها بدهشة
أنت رايحة فين 
ابتسمت وقالت بانتصار حين أخرجته عن صمته
خليتك تتكلم الأول أهو معرفش هروح معاك أنا زهقانه و مش بحب أصلا اقعد في أماكن مقفولة معرفش أنت طايق المكان هنا إزاي 
رفع حاجبه و أردف بخشونة حين ظن أنها سوف تغادر لأجل مغادرة ابن عمه زهقانة ده عشان سليم مش موجود مش كدا انزلي ياسديم 
عقدت حاجبيها وقالت بدهشة صادقة هو سليم مش فوق أنا معرفش أنه مشي وبعدين أنا لو عايزة ابقا مع سليم هجيلك ليه 
حدق بها بصمت ثم أغمض عينيه و قال محاولا السيطرة على مارد غضبه الذي يكاد بنفجر بها من شدة تناقضها و غرابة تصرافاتها معه
سديم لآخر مرة هقولك انزلي أنا عايز ابقى لوحدي 
اتسعت عينيها حين خرجت كلماتها العفوية و قالت
وأنا عايزة ابقااا معاك 
رفع حاجبه و سألها مباشرة نعم عايزة تبقي معايااا 
بللت شفتيها و عاد إليها توترها حين شعرت أنها اندفعت بحديثها معه و اعتدلت تنظر أمامها و قد تركت خصلاتها تنسدل و تغطي وجهها و رفعت هاتفها تعبث به غافلة عن تلك البسمة الصغيرة التي زينت ثغره يراقبها بها للحظات قبل أن يعتدل ويبدأ بقيادة سيارته و بعد مرور دقائق بدأت
تعود إلى طبيعتها ورفعت يدها تعبث بخصلاتها و تجمعها على جانب واحد بعفوية وهو يختطف نظراته تجاهها بطرف عينه لكنه اعتدل ينظر إليها عاقدا حاجبيه بعد أن توقف على جانب الطريق و قال وهو يحدق بجانب عنقها
أي الډم دا 
لوهلة ظنت أنه يعبث معها لكنها وجدت خيط رفيع من الډماء يهبط إلى قميصها الأبيض و يلطخه بالفعل كيف لم تشعر أو تلاحظ دماء أذنها رفعت عينيها إليه و قد توترت وشعرت بالخجل من إصابته بالاشمئزاز من هيئتها خاصة أنه لازال عاقدا حاجبيه وينظر تجاه جانب نحرها 
فاجئها حين سحب المحارم الورقية ووضعها فوق أذنها يقول بهدوء
أنا مش قادر أشوف الڼزيف واقف ولا لأ أمسكي كويس لحد مااكلم رائف 
عقدت حاجبيها و سألته بدهشة و قد رفع هاتفه إلى أذنه بلحظات و هو يسحب محارم أخرى و يحاول إزالة الډماء ليه رائف 
كان حديثه كافي لإجابتها حيث قال موجها حديثه إلى رائف بقولك إيه ابعتلي دلوقت رقم صاحبك الدكتور اللي يوسف راحله قبل كدا بسبب ودنه 
طبيب لأجل أذنها وجهت مرآة السائق إلى حالها و اقتربت للغاية تحدق بچرح أذنها غافلة أنها مالت بجزعها العلوي إلى أن أصبحت شبه ملتصقة به بل و استندت إلى مقعده بيدها و رفعت عنقها و هي تقترب من المرآة الأمامية أغلق هاتفه و قرر الثبات بمحله رغم أنه كان بإمكانه العودة بجسده إلى الخلف لكنها كانت قريبة بشكل مهلك جعله يتناسي جميع أفكاره بالابتعاد عنها و ترك رائحتها الجميلة تخترق أنفه و كأنها تنعشه بينما قالت غافلة عن عينيه التي ارتكزت فوق عنقها و سارت إلى شفتيها القريبة والتي تتحرك الآن وتخبره أمر ما و كأنها تزداد بهاء وفتنة كلما اقتربت تدفعه إلى نسيان أحاديثها الجافية و طريقتها السيئة و أسلوب حياتها الخاطئ وكأن الاحتيال على الناس لا يكفيها أصبحت سارقة عقول أيضا
مش محتاجة دكتور هو بس مجرد چرح صغير لما اتكسر الحلق 
عقدت حاجبيها حين وجدت الصمت هو المقابل منه و أدارت رأسها تنظر إليه و ليتها لم تفعل حيث شهقت بخجل واضح حين وجدت حالها داخل أحضانه و حاولت التراجع لكن من فرط توترها صدمت صدره و اتسعت عينيها حين عقد حاجبيه و رفعت يدها التي تستند إليها بعفوية ملاذها منه داخل مقلتيه الساكنة وكأنها تخبره بصمت أنها لا تجيد الاعتذار و لكنها نادمة وهي هنا تحاول التعبير عن كل هذه الضجة داخلها أم أن هذا ما يتمنى أن تخبره به مشاعره تراقصت داخل عينيه و بين خيبة و أمل تمكنت تلك الفاتنة من إشعال فتيل غضبه منها وعليها 
سرت رعشة خفيفة بجسدها حين تمكنت من رؤية لهيب غضبه يشتعل بلحظة واحدة داخل عينيه أو هكذا ظنت من فرط توترها كل ما أدركته الآن أن هذا القرب مهلك و رغم الدفئ الغريب الذي يجعلها ساكنة هكذا لكنها ترتعب أن يخرج الأمر عن سيطرتها و خاصة أن رغبتها الآن بالبقاء معه ما هي إلا لحظة إندفاع حركتها كأنها دمية وقد استلمت لها 
ارتفع رنين هاتفها و بدأت تستعيد توازن خاصة حين أنار اسم شقيقتها بمكالمة صوت و صورة استندت إلى صدره ودفعت جسدها إلى الخلف ثم اعتدلت بجلستها سريعا و أعادت ضبط خصلاتها تخفي بها الډماء فوق ملابسها خوفا من فزع شقيقتها لأجلها و ضغطت على زر الإجابة تقول بلطف
نيرة حبيبتي 
جاء صوت شقيقتها الخائڤ وهي تتلفت حولها و تقول بخفوت سديم في واحد اسمه سليم بيقول أنه عارف كريم و سألني عليه و عليك و طلب مني امشي معاه و كلمت سامح قالي أركب معاه و أنا خاېفة أوي 
اشتعلت عينيها حين وجدت أن سامح اللعېن وافق على دخول شقيقتها هذه اللعبة لكن قالت بلطف محاولة تهدئة شقيقتها ويدها ترتعش من فرط رعبها وقد لاحظها هذا الهادئ بجانبها الذي يحدق بردود أفعالها وكأنه يدرسها وهي في غفلة عنه
طيب أنت فين ياحبيبتي 
نظرت حولها وقالت بړعب واضح
أنا معاه في عربيته وهو دخل عند كريم المستشفى بس أنا مړعوپة ياسديم 
هزت رأسها بالسلب ورسمت بسمة صغيرة فوق شفتيها تقول بهدوء لأ لأ ياروحي متقلقيش سليم صاحب كريم و أنا هجيلكم على المكان اللي تروحيه مټخافيش شوية وتلاقيني قدامك 
ابتسمت لها شقيقتها و هزت رأسها بالإيجاب و قالت برقة بالغة أنا خۏفت يا سديم خالص افتكرت حد تبع سامح 
أنهت الحديث مع شقيقتها وارسلت إلى كريم رسالة نصية ثم رفعت هاتفها إلى أذنها و انتظرت لحظات قبل أن تقول بهدوء
قولت لنيرة تركب مع سليم ومتروحش مع السواق ليه 
استمتعت إلى رده و قالت بنبرة ساخرة و ثبات
والله وأنت بقا حددت إن سليم مش هيضرها طيب المرة الجاية ابقا فكر حلو قبل ما تتصرف شكلك مش واخد بالك إن سليم لو عرف بالطريقة دي أول واحد هيتضر فيه هو أنت أصل أنا مش هلبس ليلة مش بتاعتي ولو اتكررت الحركة دي تاني مش هتشوف وشي فعلا 
أغلقت هاتفها ثم أغمضت عينيها لحظات وكأنها تحاول إعادة تنظيم أفكارها بعيدا عن كل تلك الضغوط تنهدت و أردفت بامتعاض من تطور الأمور من حولها بشكل مريب وخارج عن إرادتها
كدا سليم لازم يعرف ولازم نتحرك دلوقت نروحلهم 
رفع حاجبه و كاد يتحدث لكنها اعتدلت بجلستها ورفعت سبابتها تقول بحدة بالغة و نظرات مشټعلة
أنا معنديش أي استعداد إني اغامر بأختي عشان تخبي على سليم أنا مش هدخلها في القرف دا مهما حصل 
تنهد وقال محاولا تهدئتها حين وجد يدها تتجه إلى مقبض الباب و كأنها على استعداد الهرب منه دون أن تستمع إليه
مكنتش هعترض أنا اقدر أضمن سليم و هعرف اتفاهم معاه و متقلقيش هو لا يمكن يضر نيرة قوليلي فين مكان كريم دا 
عقدت حاجبيها وسألته هتيجي معايا وتقوله إنك عارف 
سألها بتلقائية أومال هسيبك تتورطي معاه لوحدك وأنا أصلا اللي جايبك هتروحي تقوليله إيه أنا دخلت عيلتك اخدعكم من دماغي ده مش ذنبك عشان تتحمليه 
حدقت به بذهول و أجابت
عايز تروح تقول لابن عمك إنك أجرتني عشان اخدعهم وبعدين دا شغلي مش ذنب و أنا متعودة على كدا أنت بتدفع لسامح مقابل اللي بيحصل دا كله 
رفع حاجبه و أجابها باستتنكار
مش دي الحقيقة أنا فعلا اللي جايبك و أنت هتعملي كدا دلوقت عشان أختك مش عشان سامح و شغل زي مابتقولي و أكيد مش هسيبكم في ورطة و هي مړعوپة كدا و أقف اتفرج عليكم و أقول أنا بدفع لخالها 
أنهى كلماته و تحرك بسيارته و هي لازالت تحدق به بأعين متسعة و عقلها يحاول استيعاب ما قاله الآن وكأنها لأول مرة تتعرض لهذا الدعم و رغم صډمتها من فعلته إلا أنها تمتن له بشكل غير معهود لأول مرة يدعمها أحدهم منذ ۏفاة والدها صرامته الآن بالحديث و إدراكه أنها تفعل هذا لأجل شقيقتها ذكرتها بأبيها الحبيب حين كان يبتسم لها و يخبرها أنه سوف يدعمها لأنها تتحمل مسؤلية شقيقتها الصغيرة رغم صغر سنها 
اعتدلت بجلستها و نظرت خارج النافذة بأعين دامعة حين هاجمتها ذكريات أبيها الغالي و أفاقها من شرودها حين رفع يده بالمحارم الورقية و تلك البسمة اللطيفة قد زينت وجهه يقول
امسحي ودنك و خلي ايدك عليها لحد ما نوصل المول القريب 
عقدت حاجبيها و لكنها آثرت الصمت و نفذت ما قاله و عقلها لازال داخل حلقة ذكرياتها التي لم تغادر عقلها منذ تعرفت على هذا الرجل وعائلته 
أوقف السيارة و هبط منها يقول باعتذار
دقايق وجاي
رفعت هاتفها إلى أذنها وحاولت التواصل مع كريم هاتفيا لكنه رفض المكالمة ظهر التوتر على
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات