الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دائرة العشق لياسمين رجب

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

الحذاء من قدمه ثم اعدلت ساقيه     ودثرته جيدا بعناية     وهي تلقي نظرتها الاخيرة عليه ودلفت بعدها للمرحاض تبكي بمرارة وقهر    عما وصلت إليه  
كانت حياتها على وشك السعادة    وكاد القلب يرفرف كعصفور حرر من قفصه بعد سجن دام لسنوات    
عادت بذاكرتها تلك الايام حينما اڼهارت بسببه رفضه لها وحالة التشنج التي أصابتها      في ذاك اليوم أخذها اييها لإحدي المستشفيات   ومن ثم أجروا لها بعض الفحوصات الطبية اللازمة وبعض الاشاعات التي أظهرت ذاك المړض اللعېن     
الترنح المخيخي Spinocerebellar ataxia والمعروف
ايضا بإسم الضمور المخيخي Spinocerebellar atrophy او الانحلال المخيخي Spinocerebellar degeneration هو مرض جيني تقدمي انحلالي بأنواع مختلفة كل نوع منه يمكن ان يعتبر كمرض منفصل عن الانواع الاخرى  بحدود ال الف شخص في الولايات المتحدة قد شخصوا لهذا المړض في اوقات مختلفة 
الضمور المخيخي مرض وراثي وتطوري وانحلالي وقاټل في اغلب الاحيان  لا وجود لعلاج معروف له الى هذا اليوم  الضمور المخيخي يمكن ان يصيب اي شخص بأي عمر  المړض يسببه احد الجينات التي تكون مهيمنة على باقي الجينات  في العديد من الحالات لا يدرك الشخص بأنه حامل لجين مشابه حتى يلدون اطفال والذين بدورهم يبدأ عليهم ظهور اعراض هذا الجين المضطرب 
لا وجود لعلاج للضمور المخيخي Spinocerebellar ataxia الذي يعتبر حاليا مرض تطوري تدريجي لا رجعة فيه  على الرغم بأنه ليست كل انواعه تسبب العجز او الشلل المستقبلي  ولكن يمكن ابطاء تطور المړض عند المړيض وذلك بالعلاجات الطبيعية وبعض المضادات الحيوية 
وقف أمام غرفة الفحص بينما خرجت الطبيبة وقالت بهدوء    
حضرتك جوزها    
اه انا      هي كويسة     
قالها بقلق وتوتر    
بينما ابتسمت الطبيبة وقالت بصوت هادئ      
متقلقش المدام كويسة    بس الظاهر كده انها اخدت دور
برد شديد في معدتها     ان العادة الشهرية كانت صعبة الشهر ده     على العموم اطمن هي أخدت أبره مسكنة
ومحتاجه تتغذي كويس لانها ضعيفة جدا    
هدأت ملامحه قليلا وقال بهدوء   
شكرا يا دكتورة   
العفوا    
قالتها ببشاشة وغادرت   
بينما دلف هو لحجرة الفحص فوجدها ممددة على الفراش 
وبيدها الكالونه     ببعض المحاليل الطبيبة     
جلس بجوارها وسارت يده على وجه
الشاحبة    
فتحت عيناها بضعف فتلاقت مع أمواج البحر الهادئة    وعلى وجهه ابتسامة عاشقة حتى قال بنبرته المتزنة  
عاملة ايه دلوقتى بقيتي أحسن   
اخفضت بصرها بخجل وتوتر وقالت بتعلثم
بخير نحمد الله    
قرب مقعده أكثر حتى بات قريبا منها وقال بمكر     
مالك متوترة ليه كده    
شعرت بنبرته الماكرة    فأعتدلت بجلستها وقالت بتوتر    لا مفيش حاجه هتوتر من ايه   
رأي معالمها الخجولة فقرر الرئفة بها والحديث بجدية أكثر    
لم تعبتي كده مقولتيش ليه      وليه استنيتي لم وصلتي
الحالة دي      
نظرت إليه وقالت بهدوء يتنافي عن توترها     
عادي محبتش اقلق حد   
ضيق عيناه پغضب وقال بضيق     
تقلقي حد     لم ابقا هتجنن ومش عارف انتي مطلعتيش
ليه   وفي دماغي مليون سؤال ده مش قلق     انا لم شوفتك في الحالة دي تقريبا كنت هتجنن    
كان العشق والخۏف ينهشن بأوصاله حتى كاد يجن    
لينهض من امامها پغضب حتى لا يفرغ غضبه بها   
ولكنها أمسكت يده وقالت پخوف      
آسفة   ريان انا بجد اسفة    
نبرتها خائڤة وتكاد تبكي خوفا    ولكنه ظل ثابتا لم يعير حديثها انتباه    
ريان انا مكنتش اعرف اني هتعب كده بس الابرة الي كانت عندي خلصت وكان التعب زاد اكتر     مكنتش قادرة
اتحرك حتى     
سحب يده بهدوء وقال بحزم    
انا هنادي الممرضة علشان تشيل الكالونه   
رأته كيف يتعامل بتحفظ وڠضب فشعرت بالحزن و قد سالت دموعها من جفائه وهي في امس الحاجة إليه     
ترجل من سيارته أمام الڤيلا 
واتجه صوب الباب الاخر   وفتحه بهدوء و أخرجها من السيارة ودلف بها للداخل    
رغم غضبه وصلابته التي ټقتلها   إلا انها تناست كل شيء حينما مالت برأسها على كأنها صغيرة تأبي فراق امها    صغيرة قد اتعبها العشق بعدم خطت اول خطواتها بطريق الغرام      سار بها للداخل حتى صعد بها الدرج و ادخلها غرفتها     ثم وضعها بحنان على الفراش محاولا فك ذراعيها ولكنها رفعت عيناها الممتلئة بالدموع قائلة بضعف ونبرة ارهقته وتغلبت على قسوته     
علشان خاطري خليك هنا   
دموعها التي انهمرت و نبرة الرجاء بصوتها جعلته يبتسم بخفوت وهو يجلس بجوارها بعدم ارح رأسها على الفراش 
تنهدت بهيام 
متسبنيش يا ريان اوعدني مهما حصل تخليك معايا     
ويده الاخري أسفل رأسه ولكن نبرتها الحزينة جعلته يعتدل قليلا حتى اصبحت عيناه مقابل عيناها التي أتخذت البكاء سبيلا     
انا مليش حد غيرك انت ومليكه      بعد مۏت ماما مبقاش عندي حد غيرك يا ريان     انا بدعيلك في كل صلاة بدعى ربنا يزرع مكانة ليا في قلبك    دعوة بتخرج مني في صلاة الفجر وبتمني ربنا يقبلها       قائلا بنبرة يكسوها العشق      
عمري ما هسمح انك تبعدي عني    لاني لاول مرة مش هقدر افارق حد    لأول مرة اكون ضعيف ومش عارف ايه بيحكم فيا    
انا بعشقك      
قالتها بضعف ونبرة مغلفة بالحنين والاشتياق     
لتكمل بعدها بلهفة وحب     
احساس غريب عني بعيشه معاك      بضعف وبقوي بيك   بخاف منك وفي نفس الوقت بتحامي فيك انت     
ومش مستنية
الحب منك قد ما بتمني اكون معاك وبس      انا بحبك   لاني بكون قوية معاك بحبك انت وبس ومش منتظرة منك انك تحبني    
    حديثها اثار جنونه اثار شغفه وعشقه بها    لم يعرف بم يجاوبها     وكيف يخبرها بما ېحرق صدره حړق     كيف يعلمها بأن قلبه يهمس بحروف أسمها من بين خفقاته إلا تشعر بعشقه لها       
ابتسامتها تتسع من عشقهم المفعم بالحياة    عشقهم المختلس من لحظات الزمن    بعض الدقائق التي تقضيها بجواره تساوى من العمر سنوات      
كانت تمرر يدها اسفل باطنها ربما يقل الآلم فشعر هو بها وقال بتساؤل     
انتي بتعملي ايه   لسه تعبانة    
خجلت قسمات وجهها وقالت بتوتر    اصلي لم بعمل عليها مساج برتاح
اوعدني جنبي تعيش    ولا ليله تنساني
وليك عليا اعيش واموت    يا حبيبي وانا وياك 
اوعدني ما تسبنيش    ولا حتى لثواني
ده عمري كله هيسوى ايه    لو يوم مكنش معاك 
جنبك على طول خليني    ماتغيبش في يوم عن عيني
ده انا لما بقول يا حبيبي    قلبي بيرتاح
جنبك على طول خليني    على حلم بعيد وديني 
هنفكر ليه في امبارح    ما هو عدى وراح
تعرف بحس بأيه    طول ماانت ويايا 
احلام حياتي بشوفها فيك    حبك واخدني معاك
قلبي بتسكن فيه    يا حبيبى وكفانا
تفضل في حضڼي    واعيش معاك كل اللي بتمناه
جنبك على طول خليني    ماتغيبش في يوم عن عيني
ده انا لما بقول يا حبيبي    قلبي بيرتاح
جنبك على طول خليني    على حلم بعيد وديني 
هنفكر ليه في امبارح    ما هو عدى وراح
  حتى غفت وقد غلبها     ف لحظات بذوغ الشمس و اعلنها عن يوم جديد        يوما محمل بالوعود والامال    يوم محمل بعشق ېحرق الماضي ويعلن عن ولادة قلب جديد    
في الصباح الباكر   
بمنطقه السيدة زينب     
صباح الخير يا ياحاج عامل ايه   
قالها احمد بحب بعدم طبع قبلة هادئه على يد والده الذي تجاوز العقد السادس    ليبتسم والده وقال بحب     
يسعد صباحك يا احمد    
جلس مقابل والده على طاولة صغيرة وبدأ بتناول الافطار     
حتى قطغ لحظة ذاك الهدوء صوت شقيقه البالغ من العمر   ثلاثة وعشرون عاما      
صباحووو فل يا ابو احميده    
رفع احمد عيناه إلى شقيقه وهو يبتسم بسخرية قائلا     
انت لسه هنا فكرت انك مشيت على الجيش     
اتسعت ابتسامتك وهو يتناول الخبز وبدأ بوضع ملعقة من طبق الفول    و واحد من اقراص الطعمية    قائلا بسعادة      
مقدرش امشي قبل ما اصبح عليك يا حبيبي    ومغير ما افطر بطبق الفول الي من ايد ست الكل       
اه يا بكاش      
قالتها صفاء بعدم جلست بضعف جوار والده ليهتف احمد بضيق    
ايه الي خرجك من اوضتك يا امي    انتي لسه تعبانة     
تنهدت بحب وقالت      
يعني هفضل محپوسة في الاوضه يا احمد      وبعدين مصطفى ماشى الجيش قلت اشوفه قبل ما يمشي    
اتسعت ابتسامة مصطفى وهو يقبل رأسها قائلا بسعادة     
ربنا يخليكي لينا يا ست الكل هو انا ليا غيرك    
ثم انتقل ببصره إلى شقيقه وقال بمكر      
متروديش على الواد احمد اصله غيران مني علشان انا الي في القلب     
صر على اسنانه بغيظ بعدم رتشف كوب الشاي ونهض قائلا    
انا ماشي يا حاج عايز مني حاجه    
هز والده رأسه بالنفي بينما انصرف احمد وركض مصطفى خلفه قائلا     
ايه يا معلم مش هتوصلني
هبط احمد الدرج وقال
مع اني هتأخر بس خليني اوصلك و امري لله
في تلك الاثناء انفتح باب الشقة المقابلة لتخرج منها فتاة في منتصف العشرين هادئه وجميلة    وما زادها جمالا حجابها لتهتف بخجل    صباح الخير يا احمد    صباح الخير يا مصطفى    
اتسعت ابتسامة احمد وقال
صباح النور يا انسة حنان    
تابع احمد سيره دون حديث حتى وصل إلى السيارة ليهتف مصطفى     
ايه يا ابني انتوا هتفضلوا كده مش ناوي تتحرك وتطلبها تاني من ابوها     ضيق عيناه بضيق وقال بحيره       
ما انت عارف ظروفي ايه يا مصطفى    وابوها عايز شقة تمليك وفرش و 100 جرام دهب    محسسنى اني بشتغل سفير علشان اجيب له كل طلباته      
اقترب منه شقيقه وقال بحزن      مسيرها تتعدل وبعدين حنان تستاهل    بنت كويسة ومؤدبة وغير كده بتحبك
تنهد بضيق وقال    ياريتها توافق وتتجوز حد من الي بيتقدموا لها على الاقل مش هشيل ذنبها     الحب مش كفايه يا مصطفى     يلا نمشي علشان اشوف الحرباية الي هوصلها
كانت اعين شقيقه بمكان اخر حتى قال بتوتر    
لا روح انت انا
هوصل الموقف بسرعة سلام   
كاد ينادي على اخيه ولكنه ركض بسرعة البرق     
ليصعد هو إلى سيارة عمله وانصرف تحت انظار تلك العاشقة التي راقبته من نافذة الغرفة وهي تتنهد بعشق      
تجاوزت الساعة الثامنة    حتى استيقظ هو على صوت صغيرته التي وقفت في فراشها وصفقت بسعادة قائلة    
باااابا باااااابا     يااااااارا
فتح عيناه وطالع تلك النائمة بحب حتى ابعدها عنه قليلا واتجه إلى ابنته وحملها قائلا بسعادة    
صباح الخير يا قلب بابا    
قبلت الصغيرة جانب وجهه وقالت بحب      
باااااابا    
قهقه بسعادة وهو يدغدغ ابنته كلما هتفت بأسمه     
بينما كانت الاخري تنظر إليهم بحب    ذاك العطف والحنان النابع منه يجعل ابتسامتها تتسع بسعادة    
نهضت من الفراش واتجهت إليهم رغم أن جسدها هزيل وغير قادرة على الوقوف من شدة الآلم إلا أن عشقها للأب وابنته يتغلب عليها     
صباح الخير      
قالتها بأبتسامة وهي تقبل الصغيرة التي ازدادت سعادتها 
ليهتف ريان بهدوء     
صباح النور     ايه صحاكي دلوقتى انتي لسه تعبانة     
طالعته لبرهة وقد شقت الابتسامة شفتيها قائلة     
انا لم شفتك انت وسلين بقيت احسن     
ما الذي تفعلينه بي ايتها الصغيرة ف رفقا بقلبي الذي اعتاد الجفاء كيف يرتوي من تلك المشاعر وهو قد ارهقته معارك الحياة     
ابتسم بخفوت وهو يتحسس حرارتها    قائلا    
لسه حرارتك عاليا    
اغمضت عيناها برفق وقالت بثقة   
انا كويسه    متقلقش لاني متعودة على كده كل شهر   
تآلم قلبه من جملتها اهي تتآلم وتكون بمفردها    كيف تتحمل كل هذا العناء بمفردها     
بالاسفل     
تجمعت العائلة على طاولة الافطار بينما بقا مكانه فارغا ليهتف توفيق بتساؤل     
هو ريان فين    
نظر عماد حوله وقال     
مش عارف اتأخر ليه النهاردة  
صباح الخير    
قالها بنبرته الواثقة المعتاد عليها لينظر إليه الجميع بذهول وهو
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات